منذ أن أدرك المجتمع الإنساني المعاصر ضرورة إصلاح المجرم وتأهيله اجتماعياً لمعاودة حياته في مجتمعه بصورة سليمة تركز الاهتمام على إيجاد أفضل الطرق لتوفير سبل الإصلاح له وإعادة اندماجه الاجتماعي.ولكن عملية التأهيل الاجتماعي لم تتمحور حول مفهوم علمي محدّد لها شامل لموضوعها وأهدافها ووسائلها. فحصل تفاوت وتنوع في مستوياتها، منها ما اق...
قراءة الكل
منذ أن أدرك المجتمع الإنساني المعاصر ضرورة إصلاح المجرم وتأهيله اجتماعياً لمعاودة حياته في مجتمعه بصورة سليمة تركز الاهتمام على إيجاد أفضل الطرق لتوفير سبل الإصلاح له وإعادة اندماجه الاجتماعي.ولكن عملية التأهيل الاجتماعي لم تتمحور حول مفهوم علمي محدّد لها شامل لموضوعها وأهدافها ووسائلها. فحصل تفاوت وتنوع في مستوياتها، منها ما اقتصر على التعليم والثقيف والتوجيه والإرشاد ومنها ما اتخذ التدريب المهني مع تنظيم لبعض النشاطات الرياضية والثقافية كمرتكز لها.أراد المؤلف من خلال هذا الكتاب تحديد مفهوم التأهيل الاجتماعي وتقنياته مركزاً على دينامية الجماعة كوسيلة أساسية في تحقيقه. فتناول الموضوع من كافة جوانبه بعد أن قام بدراسة شاملة للمؤسسات العقابية متمثلة بصورة رئيسية بالسجون على كافة أنواعها. كما قام بدراسة التدابير البديلة عن العقوبة المناعة للحرية كوسيلة للتأهيل الاجتماعي بعد أن اتسع نطاق اللجوء إليها تفادياً للسلبيات التي تولدها حياة السجن على السجين وذويه ومحيطه. ومن ثم استعرض المواصفات الإنسانية والمهنية التي يجب أن يتحلّى بها الأخصائيون الاجتماعيون المولجون بعملية التأهيل الاجتماعي مبيّناً أهمية تدريبهم قبلت وليهم مهامهم الدقيقة والسامية وأثناء قيامهم بها وممارستهم لوظائفهم.يعتبر هذا المؤلّف الأول من نوعه بالنظر لدراسته عملية التأهيل الاجتماعي في المؤسسات العقابية بصورة تحليلية معمّقة مظهراً مواصفاتها وتقنياتها ومقوّماً لنتائجها الميدانية والتطبيقية.أضاف المؤلف ملحقاً خاصاً بالتجربة التطبيقية الميدانية لعملية التأهيل الاجتماعي التي قام بها في سجن زراعي مفتوح في جمهورية مصر العربية كمنسق عام للمشروع ممثلاً مركز الأمم المتحدة للبحوث القضائية والجنائية في روما.وكانت تجربة رائدة أعطت ثمارها على الصعيدين المحلي والدولي.