إن من حقائق التاريخ وجود علاقة جدلية بين الحدث والإنسان. فكما أن الأحداث لها دور في صياغة شخصية الإنسان وتعتبر عاملاً مهماً من عوامل التأثير الفكري والنفسي عليه فكذلك الإنسان في تأثيره في مجرى الأحداث وتصويره لها وتعبيره عنها. وكلما كان الإنسان فذاً في عقله وعلمه وقوة شخصيته كلما كان تأثيره في أحداث عصره وتعبيره عنها أقوى وأجلى....
قراءة الكل
إن من حقائق التاريخ وجود علاقة جدلية بين الحدث والإنسان. فكما أن الأحداث لها دور في صياغة شخصية الإنسان وتعتبر عاملاً مهماً من عوامل التأثير الفكري والنفسي عليه فكذلك الإنسان في تأثيره في مجرى الأحداث وتصويره لها وتعبيره عنها. وكلما كان الإنسان فذاً في عقله وعلمه وقوة شخصيته كلما كان تأثيره في أحداث عصره وتعبيره عنها أقوى وأجلى.ولا شك في أن الإمام أبا عبد الله القرطبي، الفقيه المفسر المصلح، من أفذاذ الشخصيات في القرن السابع الهجري التي عاصرت أخطر مراحل التاريخ في الأندلس وفي المشرق وأشدها تأثيراً آنئذ على واقع العالم الإسلامي. وتظعر قوة أثره في نظرته الإسلامية الصافية للأحداث ووزنه للتيارات الفكرية والسياسية بميزان تعاليم القرآن الكريم، فضلاً عن إمامته في الدين واتساع دائرة ثقافته وبراعته في التفسير.وهذا الكتاب يكشف عن شخصية هذا الإمام الفذ، ويدرس أحوال عصره وعلاقته بها تأثراً وتأثيراً، ويستقصي إنتاجه العلمي، ويدرس نماذج من مواقفه الفقهية والسياسية والدينية. ودار القلم إذ تنشره تتمنى للقارئ الانتفاع به.