يقدم الينا تاريخ الدولة الأموية في مراحله الأولى صفحات باهرات من ضروب المجد الحربي والسياسي، وآيات ساطعات من ضروب التمدن والعرفان، ولكنه يقدم الينا في مراحله الأخيرة صفحات مشجية مؤثرة، من تقلب الحدود وتعاقب المحن، والانحدار البطيء المؤلم، الى معترك الهزيمة والذلة والسقوط . ولا تمثل قصة الدولة الأموية سوى الحقيقة التاريخية الخال...
قراءة الكل
يقدم الينا تاريخ الدولة الأموية في مراحله الأولى صفحات باهرات من ضروب المجد الحربي والسياسي، وآيات ساطعات من ضروب التمدن والعرفان، ولكنه يقدم الينا في مراحله الأخيرة صفحات مشجية مؤثرة، من تقلب الحدود وتعاقب المحن، والانحدار البطيء المؤلم، الى معترك الهزيمة والذلة والسقوط . ولا تمثل قصة الدولة الأموية سوى الحقيقة التاريخية الخالدة، وليس مجرى التاريخ سوى تعاقب الأجيال والأمم، وتبدل الحضارات والدول، ولكن الصراع الطويل المضطرم، الذي خاضته الدولة الأموية داخليا وخارجيا، قبل أن تستسلم الى قدرها المحتوم، يبدو فضلا عما يحف به من ألوان البطولة الخالدة، صفحة رائعة، قلما يقدمها الينا تاريخ أمة من الأمم التي اشتهرت بالذود عن حياتها وحرياتها. ويتكون هذا الكتاب من مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة. وقد خصص الفصل الأول للحديث عن نشأة الدولة الأموية في المشرق وفي الأتدلس، وتناول الفصل الثاني الحديث عن أسباب ضعف الدولة الأموية وسقوطها في المشرق وفي الأندلس، وتناول الفصل الثالث الحديث عن دور العصبية القبلية في ضعف وسقوط الدولة الأموية. وأما الخاتمة فقد ضمنتها زبدة الموضوع، والأفكار الجديدة التي وردت في هذا البحث.