يعالج هذا الكتاب ظاهرة عالمية حظيت باهتمام متأخر في المجتمعات الغربية بعد شيوعها على نحو قاس، ولم يزل حظها من الاهتمام عربياً دون المستوى المطلوب، رغم تفشيها في المجتمعات العربية، متحدية ما ظلت هذه المجتمعات تتميز به من تقاليد اجتماعية وتراث ديني يحضَّان على احترام كبار السن والإحسان إليهم، ربما بسبب أزمة التحديث التي تمر بها هذ...
قراءة الكل
يعالج هذا الكتاب ظاهرة عالمية حظيت باهتمام متأخر في المجتمعات الغربية بعد شيوعها على نحو قاس، ولم يزل حظها من الاهتمام عربياً دون المستوى المطلوب، رغم تفشيها في المجتمعات العربية، متحدية ما ظلت هذه المجتمعات تتميز به من تقاليد اجتماعية وتراث ديني يحضَّان على احترام كبار السن والإحسان إليهم، ربما بسبب أزمة التحديث التي تمر بها هذه المجتمعات، وما أحدثته من تحول لأنماط حياتها الاقتصادية والاجتماعية والقيمية.ويجمع هذا الكتاب بين الجانبين النظري والتطبيقي؛ إذ يبدأ بالوقوف على واقع المسنين في العالم، وعرض أهم النظريات التي تفسر تعرضهم للإساءة، ثم يقدم دراسة حالة لواحد من المجتمعات العربية التي تتفشى فيها هذه الظاهرة، وهو المجتمع المصري، وذلك من خلال استبيان موجَّه إلى عينة من كبار السن المسجلين في دور رعاية المسنين، لمعرفة تفاصيل واقعهم الاجتماعي والثقافي والمادي، والظروف التي ألجأتهم إلى هذه الدور، وأنواع الإساءة التي تعرضوا لها.وينتهي الكتاب بإصدار توصيات مهمة؛ أبرزها التشديد على ضرورة تجريم الإساءة لكبار السن، وتزويدهم بالمهارات السلوكية اللازمة لمواجهة من يسيئون إليهم، وتحقيق التعاون بين كبار السن والباحثين الراغبين في دراسة مشكلاتهم، وإشاعة القيم الدينية التي تحض على معاملتهم برحمة، وتشديد الرقابة والمتابعة في دور الرعاية لضمان عدم تعرضهم للإساءة في هذه المؤسسات، مع التطوير الفكري والثقافي والإنساني للقائمين بالرعاية.