معاجم الموضوعات فى ضوء علم اللغة الحديث

ويقع هذا البحث في ثلاثة أبواب يسبقها تمهيد يدور حول "المعجم الموضوعي: ماهيته ومعناه". وقد توقفنا في هذا التمهيد أمام بعض النصوص "المعجمية" التي تنسب إلى بعض الأوائل حتى يمكن التعرف على معنى "الموضوعية" في جمع الألفاظ، ثم توقفنا- بعد ذلك- أمام التطور التاريخي للتأليف المعجمي عند الأوربيين، وذلك للتعرف على المعجم الموضوعي في الفكر الحديث ويدور الباب الأول حول "الرسائل اللغوية في الموضوعات حتى نهاية القرن الثالث الهجري"، وقد تتبعنا فيه التطور التاريخي للتأليف فيها، مع الاهتمام بدور الأعراب في هذا الصدد، ثم توقفنا أمام المصادر التي اعتمدت عليها الرسائل اللغوية في تحصيل موضوعاتها، وتنحصر في القرآن الكريم، والحياة في شبه الجزيرة العربية، والشعر العربي القديم. وأخيراً تتبعنا الرسائل اللغوية حتى نهاية القرن الثالث الهجري.ويدور الباب الثاني حول (المعجم الموضوعي عند العرب حتى نهاية القرن الثالث الهجري)، وأشهر معاجم تلك الفترة (الغريب المصنف) لأبي عبيد القاسم بن سلام، و (الألفاظ) لابن السكيت. وعقدنا في الباب الثالث "دراسة لغوية في الأعمال الموضوعية" المؤلفة حتى نهاية القرن الثالث الهجري، وكانت هذه الدراسة خلال المستوى الصوتي، والمستوى التركيبي، والمستوى الدلالي الذي كان له اهتمام خاص، لاتصاله المباشر بالمعاجم الموضوعية التي تسمى أيضاً بـ"معاجم المعاني" وقد توقفنا أمام "المعنى المعجمي" والنقد الموجه إليه من حيث عدم مقدرته على تحديد بعض الأمور الخاصة بدلالة الألفاظ، وما يتصل منها بما يسمى "اللغة الجانبية" وما يندرج تحتها من موازين كميزان جهارة الصوت، وميزان طبقة الصوت، وميزان الصوت المنفتح، وميزان البطء والسرعة ومن المؤثرات في المعنى "المسافة" و "الحركة الجسمية" وهناك علم يسمى بـ"علم الحركة الجسمية" و"سياق الحال" و"النبر" وتوقفنا أمام الرواد الأوائل من أجل تقديم "المعنى" دقيقاً محدداً كالرحلة إلى البادية، والاعتماد على "المصدر البشري" أو "الرواية" و الرؤية المشاهدة، خاصة إذا كانوا يجمعون ألفاظاً حول النبات والشجر والنخل والكرم، هذا عن أبواب البحث وموضوعاته، وقد حاولنا أن نتبع منهجاً محدداً في معالجة الظواهر اللغوية التي درسناها في الباب الثالث، وهو منهج يعتمد في أساسه على تتبع النصوص في أقدم مظانها.