فإن الدعوة إلى الله تعالى من أجلِّ القربات وأعظم الطاعات، جَعَلَهَا الله تعالى وظيفةَ النبيين وسبيل المؤمنين، وسبب الأُلفة بين قلوب الموحدين.والأجتماع في طريق الدعوة يؤنس من وحشة، وينفِّس من كربة، ويهدي من ضلالة، ويرشد من غواية، ويصلح من فساد، وينفع الله به العباد والبلاد.وعلماء ودعاة أهل السنة والجماعة في كل عصر معتقدُهم ومنهجه...
قراءة الكل
فإن الدعوة إلى الله تعالى من أجلِّ القربات وأعظم الطاعات، جَعَلَهَا الله تعالى وظيفةَ النبيين وسبيل المؤمنين، وسبب الأُلفة بين قلوب الموحدين.والأجتماع في طريق الدعوة يؤنس من وحشة، وينفِّس من كربة، ويهدي من ضلالة، ويرشد من غواية، ويصلح من فساد، وينفع الله به العباد والبلاد.وعلماء ودعاة أهل السنة والجماعة في كل عصر معتقدُهم ومنهجهم واحد، وأصول دعوتهم واضحةٌ، ومِنهَاجُهم دُرُوبُهُ لائحة، بهدي الأنبياء يهتدون، ولأثر المصطفى يقتفون، وبحبل الله تعالى يعتصمون، لم يتعصبوا لراية قومية، أو دعوة حزبية، يجتمعون على ما اتفق أهل السنة عليه، ويتعاذرون ويتناصحون فيما اختلفوا فيه.وهذا الميثاق يُجسّد أصولَ الدعوة وفقها عند طوائف الدعاة من أهل السنة والجماعة، أجتمعت عليه كلمتُهم، وأرتضتْه أئمتهم، فأنضبطت به مسيرتهم، وهو يجمع إلى ذلك كله دعوة إلى الرشد في الممارسة، والصواب في المعالجة، والسداد في إسداء النصح الواجب للدعاة والهداة من كل اتجاه. وقد طُرح هذا الميثاق بين يدي العلماء والدعاة من كل اتجاه ليُحْكموا عبارته، ويسدِّدوا منهجيته، ويصلحوا خلله، حتى يستقيم على عوده، ويقوم على سوقه؛ فيؤتي أكله وثماره، وقد فعلوا -بحمد الله- فنسأل الله تعالى أن يجزل مثوبتهم وأن يسدد حجتهم، وأن يلهمهم رشدهم، وأن يرشد الأمة بهم، إن ربي على صراط مستقيم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمدٍ وآله وصحبه أجمعين.