لقد طغى في بلادنا الاستعمار السياسي وجاءنا معه الاستعمار الثقافي والفكري والتشريعي .. رحل الاستعمار السياسي مُخلفًا الاستعمار الثقافي والفكري والتشريعي ، ومع استسلام الشعوب الإسلامية لهذا النوع من الاستعمار ترسخت فكرة أن الأنظمة الثقافية والفكرية والتشريعية للدولة الغربية أفضل من النظام الإسلامي ، بل صارت الأنظمة الغربية هي المق...
قراءة الكل
لقد طغى في بلادنا الاستعمار السياسي وجاءنا معه الاستعمار الثقافي والفكري والتشريعي .. رحل الاستعمار السياسي مُخلفًا الاستعمار الثقافي والفكري والتشريعي ، ومع استسلام الشعوب الإسلامية لهذا النوع من الاستعمار ترسخت فكرة أن الأنظمة الثقافية والفكرية والتشريعية للدولة الغربية أفضل من النظام الإسلامي ، بل صارت الأنظمة الغربية هي المقياس الحضاري الذي تُقاس عليه أنظمة الشريعة ، وانتقلت هذه الفكرة من جيل إلى جيل ، ووقفت حائلًا دون العودة إلى النظام الإسلامي.ولم تكن معركة مرجعية الشريعة في الدستور المصري إلا مظهرًا من مظاهر هذا الصراع الثقافي والفكري والتشريعي ، بل هي أهم مظاهره ، فقد استمرت لنحو تسعين عامًا منذ دستور 1923 م الذي أنشأ النص على أن : ( الإسلام دين الدولة ، واللغة العربية لغتها الرسمية ) ، ولم يزل هذا النص بين زيادة ونقصان ، شد وجذب ، تأييد ومعارضة في كل تعديل دستوري يلحق بدستور مصر