الكتاب من تحقيق الشيخ عبد الفتاح أبو غدة وسلمان بن عبد الفتاح أبو غدة.اعتنى الفقهاء والمحدثون قديماً وحديثاً بتأليف أجزاء في صغار المسائل الفقهية، كما اعتنوا بالتأليف في كبارها، وقد كثرت هذه الأجزاء كثرة بالغة، وتنوعه مواضيعها ومقاصدها.وداعي تأليف الكثير منها أن بعض المسائل قد يغمض حكمها، أو يخفى دليلها، أو يكتنفها تعدد الآراء و...
قراءة الكل
الكتاب من تحقيق الشيخ عبد الفتاح أبو غدة وسلمان بن عبد الفتاح أبو غدة.اعتنى الفقهاء والمحدثون قديماً وحديثاً بتأليف أجزاء في صغار المسائل الفقهية، كما اعتنوا بالتأليف في كبارها، وقد كثرت هذه الأجزاء كثرة بالغة، وتنوعه مواضيعها ومقاصدها.وداعي تأليف الكثير منها أن بعض المسائل قد يغمض حكمها، أو يخفى دليلها، أو يكتنفها تعدد الآراء والاجتهادات، ففي تأليف جزء خاص بها جمع لشتات النصوص الواردة فيها، وتجلية لمواقعها من الأحكام، أو لكيفيتها من الأقوال والأفعال.ويكون بعض الأجزاء والرسائل أوفى بموضوعه فائدة من ذكره في الكتب الكبار المطولة، لجمعه كل ما يتصل بالموضوع في صعيد واحد، ولعرض الآراء والاجتهادات فيه، فيغلط كثيراً من لا يهتم بالأجزاء والرسائل، ويكتفي عنها بما في الكتب الكبار، وقديماً قالوا: يوجد في الأنهار ما لا يوجد في البحار.وعلى هذا المقصد ونحوه ألف الإمام البخاري "جزء رفع اليدين" في تكبيرات الانتقال في الصلاة، وألف الحافظ الدارقطني "جزء الجهر بالبسملة" في الصلاة، وتكلف فيه ما تكلف وتمحل، وألف الحافظ ابن عبد البر "جزء الجهر بالبسملة" أيضاً.وألف العلامة الشيخ علي القارئ "جزءاً" في بيان حال حركة السبابة ووضعها في الصلاة عند النطق بالشهادتين في التشهد وغيرهم.ومن هذا الباب هذه الرسائل الثلاث، المؤلفة في استحباب الدعاء بعد الصلوات المكتوبة ورفع اليدين فيه، استحسن "عبد الفتاح أبو غدة" خدمتها مجموعة ليتكامل بعضها ببعض، فتكون وافية مقنعة في هذا الموضوع، الذي يراه بعضهم بدعة في الدين، ومخالفاً لسنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، ويستنكر فعله من فاعله بقلبه أو بلسانه.هذا، ويلاحظ القارئ الناظر في هذه الرسائل الثلاث أنها صدرت من عالم في المشرق، وعالم في المغرب، وعالم من قلب جزيرة العرب، فتوافقت مقاصدهم -تقريباً- في تأليف كل واحد منهم رسالته، وفاته جزء من إتمام موضوعها، فاستوفاه أخوه النائي عن دياره، القريب الشقيق في علمه ومساره، فاكتمل الموضوع من أطرافه على الوجه الأتم، وهكذا خدمت علوم الإسلام من يوم بدء التأليف إلى يومنا هذا.فالرسالة الأولى من هذه المجموعة هي "التحفة المرغوبة في أفضلية الدعاء بعد المكتوبة للمحدث "محمد هاشم السندي التتوي".والرسالة الثانية من هذه المجموعة هي "المنح المطلوبة في استحباب رفع اليدين في الدعاء بعد الصلوات المكتوبة" للمحدث "أحمد بن محمد بن الصديق الغماري المغربي".والرسالة الثالثة من هذه المجموعة هي رسالة "سنية رفع اليدين في الدعاء بعد الصلوات المكتوبة"، وهذه الرسالة -في الحقيقة- جواب لسؤال في هذا الموضوع رفع إلى الشيخ "محمد بن عبد الرحمن الأهدل الزبيدي اليماني".وكان نص السؤال: "هل يسن رفع اليدين بعد الصلوات المكتوبة، وهل ورد من الأحاديث في ذلك ما تقوم به الحجة خصوصاً أو عموماً؟ بينوا لنا بياناً شافياً".وبالنظر لأهمية هذه الرسالة فقد اعتنى "عبد الله الغماري" بإعادة طبعه مفرداً هذا الجواب في آخر كتابه "إتقان الصنعة في تحقيق معنى البدعة"، بعد أن قدم له مقدمة مهمة أودع فيها فوائد أصولية، مع التعليق على موضعين من الرسالة بفائدتين هامتين. ومن هذه الطبعة استقى المحقق عبد الفتاح أبو غدة متن هذا الجواب هذا إلى جانب التقديم والتعليق مضيفاً ترجمة الشيخ الأهوال وبعض تعليقات أخرى مهمة على تقدمة الشيخ الغماري وعلى جواب الشيخ الأهوال.