استطاعت الشريعة الإسلامية أن تواجه - عبر الزمان والمكان - المشكلات أو التطورات الاجتماعية المختلفة دون أن تتخلى عن شخصيتها المتميزة أو تحتاج إلى عناصر قانونية أخرى، لا تتفق معها في المنهج أو الغاية.لكن تحقيق ذلك - في عالم الواقع - استلزم جهودًا متتابعة، قام بها الفقهـاء المسلمـون في كل عصر؛ للملاءمة بين النصوص الدينيـة التي لا ي...
قراءة الكل
استطاعت الشريعة الإسلامية أن تواجه - عبر الزمان والمكان - المشكلات أو التطورات الاجتماعية المختلفة دون أن تتخلى عن شخصيتها المتميزة أو تحتاج إلى عناصر قانونية أخرى، لا تتفق معها في المنهج أو الغاية.لكن تحقيق ذلك - في عالم الواقع - استلزم جهودًا متتابعة، قام بها الفقهـاء المسلمـون في كل عصر؛ للملاءمة بين النصوص الدينيـة التي لا يستطيـع أحـد إلغاءهـا أو نسخهـا، وبين الظـروف الجديـدة التـي لا يستطيع أحد تجاهلها. وليس التراث الفقهي في حقيقة الأمر إلا تعبيرًا واضحًا عن حقيقة هذه الجهود.ولقد كانت المشكلة التي واجهت الفقهاء المسلمين في كل عصر هي كيفية التوفيق بين النصوص الثابتة، والظروف المتغيرة.والكتاب بأهمية بمكان لأن القصد منه أن لا يكون المسلم المعاصر ممن يفتي الناس بمجرد المنقول من الكتب على اختلاف عرفهم، وعوائدهم، وأزمتهم، وأحوالهم وقرائنها، فيضل نفسه وغيره عن سواء السبيل.كما أوضح الكتاب كيف أن الشريعة وضعت القواعد الأساسية وتركت للمجتهدين صياغة الأطر التي تحقق هذه القواعد.