تتسم معظم تفاسير القرآن الكريم بأنها تفسر القرآن آية آية بالتجزئة، كما لو كانت كل آية من الآيات مستقلة بذاتها عما قبلها وعما يليها، دون كثير اهتمام بترابط الآيات بعضها مع بعض ودون التركيز على النظم القرآني المحكم، لدرجة أن البعض، في تجاهل واضح للنظم، قد يعتقد أن ليس هنالك من علاقة بين ترتيب الآيات وبين معانيها.وإذا قرأ أحدهم الق...
قراءة الكل
تتسم معظم تفاسير القرآن الكريم بأنها تفسر القرآن آية آية بالتجزئة، كما لو كانت كل آية من الآيات مستقلة بذاتها عما قبلها وعما يليها، دون كثير اهتمام بترابط الآيات بعضها مع بعض ودون التركيز على النظم القرآني المحكم، لدرجة أن البعض، في تجاهل واضح للنظم، قد يعتقد أن ليس هنالك من علاقة بين ترتيب الآيات وبين معانيها.وإذا قرأ أحدهم القرآن دون محاولة التركيز على النظم فقد تبدو له الآيات مفككة المعاني، غير أن وضع كل آية في نصابها الصحيح من السورة ودراسة تعلقها بما قبلها وما بعدها يلقي المزيد من الضوء على معناها بما لا يقبل الخطأ.ومن أحد وجوه الإعجاز القرآني المذهلة أ، النبي الذي لم يكن يمتلك أي وسيلة من وسائل التحرير والتعديل ولا تنقيح ولا أدنى وسيلة من وسائل التقانة المتاحة اليوم في هذا المضمار كان على مدى ثلاثة وعشرين عاماً في بعثته يرتب القرآن الذي دونه الكتبة في الرقاع ترتيباً مغايراً لترتيب نزوله الزمني، وبحيث يكون القرآن مناسباً لكل الأوقات، ما يدل أن ترتيب الآيات والسور الذي أمر به النبي توقيفي بحسب الوحي، وذو مغزى لطيف لا يمكن التغاضي عنه في تفسير القرآن الكريم، وقد أقر غالبية الفقهاء بإعجاز القرآن من هذه الزاوية لكنهم لم يتجاوزوا هذا الإقرار إلى الاستفادة منه في التفسير، بل إن غالبية المفسرين لم يركزوا على هذه النقطة.ولذا اجتهد مؤلف الكتاب في بيان النظم في القرآن وبدأ الربع الأخير منه، ويتضح الغرض من الكتاب في ثلاث مواضيع: 1-بيان ارتباط السور القرآنية بعضها مع بعض. 2-بيان موضوع كل سورة أو ما اصطلح على تسميته محور السورة الذي تدور حوله. 3-بيان النظم في الآيات لكل سورة على حدة.أما هدف الملحق الأول (أ) الذي جاء في آخر الكتاب فهو بيان المناسبات التاريخية لنزول بعض النصوص القرآنية، كما بين الملحق (ب) أسماء الأعلام من حوار في السيرة والفقهاء، وكتّال الحديث والتفاسير وأسباب النزول، وأسماء الخلفاء المعاصرين لهم، وهدفه إعطاء القارئ فكرة عن بعد الفترة الزمنية أو قربها لهؤلاء الأعلام من البعثة النبوية الشريفة بما يتناسب مع العمل الذي كانوا بصدده.