اختلف رجال الفكر في تحديد مفهوم الإدارة غير أنهم اتفقوا على أنها تعني الوظيفة أو النشاط الذي يقوم به المديرون وليست المنظمة التي تدير حيث لأن التعريف الأكثر شيوعاً للإدارة أنها "القيام بالأعمال بالإعتماد على أفراد آخرين. وبتعبير أكثر تحديداً فإن الإدارة هي عدة عمليات يستخدمها المديرون لتحديد أساليبهم في التنسيق بين الأنشطة التي ...
قراءة الكل
اختلف رجال الفكر في تحديد مفهوم الإدارة غير أنهم اتفقوا على أنها تعني الوظيفة أو النشاط الذي يقوم به المديرون وليست المنظمة التي تدير حيث لأن التعريف الأكثر شيوعاً للإدارة أنها "القيام بالأعمال بالإعتماد على أفراد آخرين. وبتعبير أكثر تحديداً فإن الإدارة هي عدة عمليات يستخدمها المديرون لتحديد أساليبهم في التنسيق بين الأنشطة التي يقوم بها الآخرون. هذا ويلاحظ ان اختلاف رجال الفكر الإداري في تحديد مفهوم الإدارة انما يرجع الى كون الإدارة "قوة غير منظورة تلمس من نتائجها والتي تتمثل في حسابات الأرباح والخسائر ودرجة الرضا البشري" ومن ثم أصبح كل كاتب ينظر الى الإدارة من منظوره الخاص حيث يرجع ذلك بصفة أساسية الى أن الإدارة أولاً هي علم تطبيقي أكثر منه نظري فهو يعتمد بصفة أساسية على الأبحاث التطبيقية، كما أن الإدارة علم اجتماعي أكثر منه علم طبيعي لأنه يقوم على الإنسان أولاً وأخيراً وأيضاً فإن الإدارة تعتمد في معظم مفاهيمها على العلوم الأخرى كعلم النفس وعلم الإجتماع والإقتصاد والسياسة الخ... أما أهميتها فتنتج من كونها عبارة عن نظام متطور لتبسيط إجراءات العمل، وتعظيم الكفاءات والمهارات البشرية وإطلاق الطاقات المادية والبشرية ولخلق وتكوين طاقات متجددة. والإدارة هي محور النشاطات والأوامر ومحور دفع الأفراد لإستقبال القرارات وتنفيذها وهي تحاول جاهدة إيجاد الحلول للمشاكل والمعوقات مهما بلغت من صعوبة وتعقيد. والإدارة هي عين المشروع الداخلية والخارجية وهي التي تمد المشروع بالخلق والإبداع والتصور البنّاء لمتطلبات المجتمع ومشاكله. وتعتبر الإدارة الملتزمة بالأصول والمبادئ والمسارات الواضحة والساعية لتحقيق الأهداف النبيلة هي الحافز الأساسي للجهود الإنسانية كما أنها تخلق قيادات واعية وملتزمة تمثل المحرك الأساسي للتطور الإقتصادي والإجتماعي والإدارة فوق ذلك كله تعتبر معياراً أو مؤشراً لرقي الأمم وتقدمها، فالإرتباط بين تطور الإدارة وبين مستويات الرقي والتقدم هو ارتباط قوي لا يتجزّأ. من هنا يأتي هذا الكتاب الذي يقصد به إثارة اهتمام القارئ بالمبادئ والأسس الإدارية. والكتاب لا يأتي بجديد في الأصول والمبادئ العلمية، ولكنه جديد كل الجدّة في أسلوب العرض الشائق والجذاب والذي قصد منه إثارة اهتمام القارئ الى جانب ذلك فقد كان لدى المؤلف أهداف ثلاثة تحكمت في عرضه لمختلف موضوعات كتابه هذا أولها أنه أراد أن يكون مؤلف. هذا ليس مرجعاً يحفظه القارئ طالباً كان أو مديراً أو زميلاً، ولكنه قصد من عرف مادته العلمية أن تكون مثيرة للتفكير والبعد كل البعد عن أسلوب التلقين والحفظ. وثانيها: أن المؤلف أراد معالجة مختصرة ولكن شاملة لعملية الإدارة وفي شكل مباشر واقل مكان، بحيث يكون الكتاب مرجعاً بسيطاً وشائقاً للطلاب والمديرين الممارسين الذين يريدون تحديث معرفتهم ومهاراتهم. ثالثها: أنه حاول في عرض المادة العلمية لهذا الكتاب أحداث عملية التزاوج بين النظريات العلمية بما فيها من دسامة، وبين الألغاو والصور التعبيرية والكلمات المتقاطعة وأسئلة مختلفة في الذكاء ودقة الملاحظة.