تزداد خطورة الدور الذي تلعبه المهن الحرة عموماً في المجتمع ومدى تأثيره على علاقات أفراده مع مرور الزمن، وبقدر هذه الخطوة تتسع وتعظم أهمية تأمين وحماية المتعاملين مع أربابها. فعلى عكس النظرة القديمة ينبغي توفير أكبر قدر ممكن من الطمأنينة لهؤلاء الذين تضطرهم الظروف إلى التعامل مع صاحب مهنة. ويكون ذلك من خلال البحث عن وسائل وأساليب...
قراءة الكل
تزداد خطورة الدور الذي تلعبه المهن الحرة عموماً في المجتمع ومدى تأثيره على علاقات أفراده مع مرور الزمن، وبقدر هذه الخطوة تتسع وتعظم أهمية تأمين وحماية المتعاملين مع أربابها. فعلى عكس النظرة القديمة ينبغي توفير أكبر قدر ممكن من الطمأنينة لهؤلاء الذين تضطرهم الظروف إلى التعامل مع صاحب مهنة. ويكون ذلك من خلال البحث عن وسائل وأساليب فعالة تؤمنهم ضد الأخطار التي يمكن أن تنتج عن أخطاء المهني أثناء ممارسته للمهنة. أو على الأقل تضمن لهم تعويض أكبر جزء ممكن من الأضرار التي تلحق بهم بسبب علاقتهم به.ومما يؤكد أهمية التأمين من المسئولية المدنية المهنية ضعف الإحساس بالمسئولية لدى المهني. فالطبيب أو المحامي أو غيرهما من المهنيين لا يشعر بقدر المسئولية، بل قد يصل به الأمر إلى حد عدم اكتراثه بها. وذلك راجع إلى الجهل الذي يسيطر على معظم المتعاملين مع المهني، إذ فضلاً عن الانتشار الواسع للأمية بصورة عامة، فإن الأمية القانونية تنتشر بشكل أوسع، وهذه الأمية تؤدي إلى ضياع كثير من الحقوق وتورث الجبن والخوف لدى عملاء المهني، وتحول دونهم وملاحقته بالمسئولية على الرغم من توافر مقتضياتها.ولعل فكرة إجبار المهني على إبرام عقد تأمين يضمن مسئوليته تؤدي إلى نتشيط هذا الاحساس لديهم وإلى تشجيع العملاء- من جانب آخر- على رفع دعاوى يكون موضوعها المطالبة بتعويض أضرار نتجت عن أخطاء مهني، وقد يساعدهم الأخير على ذلك إذا ما شعر أن نتيجة الدعوى سوى لا يتحمل هو عبئها أو على الأقل لا يتحمله وحده.ونتناول التأمين من المسئولية المدنية المهنية لأرباب المهن في فصول ثلاث: الفصل الأول: خصائص هذا التأمين وحكمه في الفقه الإسلامي، الفصل الثاني: أحكام التأمين، الفصل الثالث: تطبيقات وكيفية تنفيذ العقد