لقد أنزل الله عزّ وجلّ كتابه نوراً (يهدي به الله من اتبع رضونه سبل السلم ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم) [سورة المائدة- 16]؛ وأوجب الله تعالى على عباده أن يتدبروا آياته ويعملوا بشرائعه وأحكامه.وحيث إن الله سبحانه وتعالى انزل القرآن الكريم لنتدبره، فقد وجب علينا تفسيره لإدراك مراميه، ولذا وجه المسلمون ...
قراءة الكل
لقد أنزل الله عزّ وجلّ كتابه نوراً (يهدي به الله من اتبع رضونه سبل السلم ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم) [سورة المائدة- 16]؛ وأوجب الله تعالى على عباده أن يتدبروا آياته ويعملوا بشرائعه وأحكامه.وحيث إن الله سبحانه وتعالى انزل القرآن الكريم لنتدبره، فقد وجب علينا تفسيره لإدراك مراميه، ولذا وجه المسلمون على مر العصور همتهم وأفرغوا طاقاتهم في تفسير ذلك الكتاب العزيز وبيان معانيه.ولما كان القرآن الكريم لا تنفد حكمه ولا تنقضي عجائبه ولا نهاية لعطائه وهدى الله عزّ وجلّ المفسرين إلى جوانب هذا العطاء؛ فمنهم من عني بإستنباط الأحكام، ومنهم من عني بإبراز أوجه الإعجاز البياني، أو الإعجاز العلمي، ومنهم من عني بقصصه، وهكذا.وقد أفاض الله تعالى على المفسرين في كل جانب حتى خلفوا لنا تراثاً كان له عظيم الأثر في ثقافتنا ومعارفنا.من هذ التفاسير، إهتم المؤلف بالتفسير الموضوعي الذي يختار موضوع من موضوعات القران الكريم التي وردت بشانه ثم يفسر اجزائه و يجمعها مع بعضها البعض، فتكتمل صورة الموضوع، اذ ان القران يفسر بعضه بعضا، وهذا النوع لم نجد من عني به من الاقدمين، وانما وجدت جهود متاخرة في الرسائل العلمية تقدم طرفا منه، مثل: الجهاد في القران، المشركون في القران، اليهود في القران، المراة في القران، العلاقات الدولية في الفران، الايات الكونية في القران -اما الحكمة من هذا المنهج: 1- تكرار العظة والعبرة، 2- ان القران الكريم كتاب واسع، 3- اظهار جوانب اخرى من العبر والحكم تناسب المقام، وتتسق مع ما قبلها وما بعدها؛ 4- تاكيد وحدة القران الكريم، وبيان ما ورد من احكام هو كل لا يتجزا. وقد قصدت في هذه الدراسة أن أسهم بشيء في هذا المضمار، فاخترت عدة موضوعات متنوعة، ومرتبطة بعضها ببعض على نحو ما.