قال برنارد شو: »ان أفضل مكان للبحث عن الله هو الحديقة، ففيها تستطيع أن تنقب عنه فتجده«. وقال المهاتما غاندي: «إننى لا أقول أن الله هو الحق، ولكن أقول أن الحق هو الله». وقال الامبراطور الفيلسوف ماركوس أورليوس: «بين كل ما فى الكون وجه عبادتك الى أعظمها. وما هو أعظم ما فى الكون، انه هذا الكائن الذى يدير ويحكم، وكما تعبد أعظم ما فى ...
قراءة الكل
قال برنارد شو: »ان أفضل مكان للبحث عن الله هو الحديقة، ففيها تستطيع أن تنقب عنه فتجده«. وقال المهاتما غاندي: «إننى لا أقول أن الله هو الحق، ولكن أقول أن الحق هو الله». وقال الامبراطور الفيلسوف ماركوس أورليوس: «بين كل ما فى الكون وجه عبادتك الى أعظمها. وما هو أعظم ما فى الكون، انه هذا الكائن الذى يدير ويحكم، وكما تعبد أعظم ما فى الطبيعة، تعبد أعظم ما فى نفسك، قبسا من الله». فالله كائن فى نفسك، فى نبضك وسكونك.. قد لا تراه ولكنك تحسه وقد تحسه ولكنك لا تعرفه. وكونك لا تراه أو لا تعرفه لا يعنى انه غير موجود ولا محسوس، ولكنه يعنى أن التراب فى نفسك طغى على القبس المضيء فيها، فاختلط عليك الأمر وظننت أنك خلقت من فراغ وتعيش فى فراغ، وتظل فى حيرة وضلال الى أن يطلع عليك ومن داخلك نور الله فيهديك بعد أن ضللت ويرشدك الى الطريق وكانت قد عمت عليك. ولعلك فى حياتك رأيت الله مرة أو مرتين أو ثلاثا أو أكثر، لا رؤية العين التى تجسد أمامك المرئيات ولكن رؤية الوجدان الذى يوحى إليك انه فى داخلك.. الله هو الخير والجمال والحب و؟؟؟ والتسامح والتسامى ففى كل مرة أحسست فيها انك ترتفع عن الحقد الى حيث الصفح والمغفرة، وعن الكراهية الى حيث الحب والتسامح، فاعرف أن الله فى داخلك يرعاك ويوجهك.. وفى كل مرة أوشكت أن تسقط وأحسست أن يدا خفية تقيمك، فإنها يد الله، وفى كل مرة التمت عليك الخطوب وأدلهمت المسالك وأضحى الظلام يحيط بك فى كل مكان، وأحسست نورا يشع فى الظلام وصوتا يهبك الراحة والعزاء.. فإنه الله. وأنت تستطيع أن تراه كلما صفوت وازدادت شفافيتك، وتخلصت من تراب الأرض وسموت إلى ما بعدها، فهناك لا أقول انك تجد الله، فالله موجود فى داخلك، ولكننى أقول أن الله رفعك الى ملكوته.. ومن منا لم يبلغها فى فترة أو أخرى فى لمسة أو أخري، فى فيض من النور يبزغ من الفجر أو يتسلل فى الظلام، فى خرير جدول من الماء أو تغريد طير فى السماء أو أعجوبة نبت يشق الحجر فإذا هو كائن يتنفس الحياة.