قام الانقلاب العسكري بسبب معركة الهوية، وليس لأي سبب آخر، واستهدف إقصاء القوىالإسلامية، خاصة جماعة الإخوان المسلمين، حتى يتمكن من فرض هوية علمانية على المجتمع. وهو ما أدخل القوات المسلحة في معركة الهوية، المشتعلة أساسا في المجتمع، بين القوى السياسية، وبين الكتلالاجتماعية المختلفة.ويرغب قادة الانقلاب في حصر المعركة مع جماعة الإخو...
قراءة الكل
قام الانقلاب العسكري بسبب معركة الهوية، وليس لأي سبب آخر، واستهدف إقصاء القوىالإسلامية، خاصة جماعة الإخوان المسلمين، حتى يتمكن من فرض هوية علمانية على المجتمع. وهو ما أدخل القوات المسلحة في معركة الهوية، المشتعلة أساسا في المجتمع، بين القوى السياسية، وبين الكتلالاجتماعية المختلفة.ويرغب قادة الانقلاب في حصر المعركة مع جماعة الإخوان المسلمين، لأنهم ليسوا أغلبيةالمجتمع، ولكنهم سوف يواجهون جماهير التيار الإسلامي المتمسكة بالهوية والمرجعية الإسلامية، وهم أغلبية كبيرة في المجتمع. مما يجعل معركة الهوية، تنتقل من العملية السياسية المنظمة، التي قوضها الانقلاب، وتصبح معركة تدور في الشارع أساسا، حتى تحسم في النهاية.ولأن الانقلاب العسكري فرض أمرا واقعا في الشارع، لذا فلم يعد هناك من تسوية تحل مشكلة الهوية والمرجعية العامة في المجتمع، إلا بفرض ما تراه أغلبية كبيرة في المجتمع، بأنه يمثل الموروث الثقافي والحضاري للمجتمع المصري، كأمر واقع في الشارع.