قد ينظر البعض للتربية على أنها أمر فطري لا يحتاج إلى البحث والثقافة والعلم بها، والحجة في ذلك أن أجدادنا وأجداد أجدادنا قاموا بتربية أطفالهم دون علم ودون بحث ودون قراءة، والنتيجة التي نخرج بها من ذلك أن التربية أمر فطري. ولكني أقول أن اختلاف الأزمنة والذي أدى إلى تعقيد هذا الزمان الذي نعيشه، فبعد أن كان العالم الذي يتحكم في تربي...
قراءة الكل
قد ينظر البعض للتربية على أنها أمر فطري لا يحتاج إلى البحث والثقافة والعلم بها، والحجة في ذلك أن أجدادنا وأجداد أجدادنا قاموا بتربية أطفالهم دون علم ودون بحث ودون قراءة، والنتيجة التي نخرج بها من ذلك أن التربية أمر فطري. ولكني أقول أن اختلاف الأزمنة والذي أدى إلى تعقيد هذا الزمان الذي نعيشه، فبعد أن كان العالم الذي يتحكم في تربية أطفالنا هو الشارع الذي يسكن فيه. أصبح الآن العالم كله يتحكم في تربية أطفالنا بعد أن صار العالم كله قرية صغيرة يشاع فيها الخبر في لحظات وتنتقل فيه المعلومة في ثواني. ومع هذا التعقيد وجدنا أن الحياة كلها صارت معقدة لا تتميز بالبساطة التي تميزت بها في الأزمان الغابرة، ومن ضمن ما تعقد في حياتنا، التربية التي صارت علمًا تتنازعه الآراء وتختلف حوله التوجهات، ولأنها ليست علمًا ماديًا كثر فيها الاختلافات لأن كل منا ينظر إلى التربية من منظوره الخاص. ولأننا ندين بدين عرفنا أن الله تعالى أنزل إلينا المنهج الصالح لكل زمان ومكان فإننا اطمأننا في بحر الخلافات الهائج إلى أننا نملك شاطئًا أمينًا نستطيع أن نرسو عليه ونمارس التربية دون خوف؛ وبذلك ننجو من الوقوع في أخطاء كثيرة قد يقع فيها بعض الآباء والأمهات عند تربية أولادهم.