قصص هذا الكتاب متضامنة. رؤياها واحدة، متكافلة في البراهين التي تجلّيها، متكافئة في النتائج. ولم تكن تبدو كذلك حين نشرتها متفرقة، إذ أخذتها الظنون على أنها أقباس مشتتة، ترتضع من منابع بعدية. وها هي ذي تجتمع وتتراصّ، تعرضها البراهين المتكافلة، رؤيا تتغذى من مراضع موضوع واحد، موطنه (بصريانا) وزمانه زمانها، زمان حربها وسلامها.ولا أز...
قراءة الكل
قصص هذا الكتاب متضامنة. رؤياها واحدة، متكافلة في البراهين التي تجلّيها، متكافئة في النتائج. ولم تكن تبدو كذلك حين نشرتها متفرقة، إذ أخذتها الظنون على أنها أقباس مشتتة، ترتضع من منابع بعدية. وها هي ذي تجتمع وتتراصّ، تعرضها البراهين المتكافلة، رؤيا تتغذى من مراضع موضوع واحد، موطنه (بصريانا) وزمانه زمانها، زمان حربها وسلامها.ولا أزعمُ اعتلال جميع رؤاي هنا، إذ عندي. ما عند الساعين مثلي إلى البنية الجوهرية البسيطة، مقاصدُ لا يتناقضُ صدقُ الإنفعال فيها مع بساطة البرهان في تركيبها، ولا تتعارض مقدماتُها وفروضُها مع صحة تصميمها ونتائجها. فالقصة برهان بسيط على انفعال صادق. لكنَّ القصة الواحدة وهي تُوهِمُ بمفتاح واحد يفتح جميع الأبواب، هناك باب واحد يصلح لان تنفذ منه إليها، بين مجموعة أبواب مضللة. وأنتَ لا تدخل من الباب نفسه، في كل مرةٍ تروم الدخول إلى قصة غيرها. فما اكثر الأبواب، وأخدع المفاتيح!ذلكم هو لغز أي كتاب يجمع قصصاً متضامنة بين غلافيه، تحسبها متفرقة!