إن معرفة سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا واجبة لا بد منها .واجبةٌ ؛ لأن محبته صلى الله عليه وآله وسلم تقتضي الإلمام بطريقته .واجبةٌ ؛ لأنها مقتضى الاقتداء به وكمال متابعته صلى الله عليه وسلم .واجبةٌ ؛ لكونه صلى الله عليه وسلم محجة للمؤمنين وحجة على الكافرين .واجبةٌ ؛ لأن معرفتها تقتضي صلاح المجتمع وإصلاحه ... إلى غير ذلك...
قراءة الكل
إن معرفة سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا واجبة لا بد منها .واجبةٌ ؛ لأن محبته صلى الله عليه وآله وسلم تقتضي الإلمام بطريقته .واجبةٌ ؛ لأنها مقتضى الاقتداء به وكمال متابعته صلى الله عليه وسلم .واجبةٌ ؛ لكونه صلى الله عليه وسلم محجة للمؤمنين وحجة على الكافرين .واجبةٌ ؛ لأن معرفتها تقتضي صلاح المجتمع وإصلاحه ... إلى غير ذلك من المهمات التي تقتضي وجوب معرفة سيرته صلى الله عليه وسلم ، وخاصة في هذا الزمن الممتلىء بالعجائب .من هنا تبين أهمية هذا الكتاب ، وهو ـ كما نلمح من اسمه ـ ألفه مصنفه على سبيل الإيجاز والاختصار ، فحوى ما قلَّ لفظه وكثر معناه .وقد اصطفاه من كتابه الشهير « عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير » .ولقد لخصه ـ كما قال ـ : ( ليكون للمبتدي تبصرة ، وللمنتهي تذكرة ) ، فكان بحقٍّ كما قال .وإنَّ من أجلى مزايا هذا الكتاب اللطيف الحجم والكبير القدر : أنه جمع فيه خلاصة كتب أهل السِّيَر وأصحها ، مع دقة العبارة وشمولها .كيف لا ؛ ومؤلفه الحافظ الأديب البارع فتح الدين أبو الفتح ابن سيّد الناس رحمه الله ؟! ذاك العالم الجليل الذي كان كاسمه حقاً وصدقاً .وهو الذي قال عنه الإمام السيوطي رحمه الله : ( كان أحد الأعلام الحفّاظ ، إماماً في الحديث ، ناقداً في الفنّ ) .وقال عنه الإمام الذهبي رحمه الله : ( هو أحد أئمة هذا الشأن ) .وقد سلك مؤلفه رحمه الله فيه مسلكاً تاريخياً ، فذكر نسبه الشريف صلى الله عليه وسلم ، ثم مولده ورضاعه ونشأته ، ثم بعثته ، ثم غزواته وبعوثه ، ثم حجه ، ثم صفته وأخلاقه وسلوكه ، ثم زوجاته وأولاده وأعمامه وعماته ، ثم مواليه وخدمه وحراسه ، ثم رسله وكتّابه وسيّافيه ، ثم نجباء أصحابه ، ثم دوابّه وسلاحه وأثوابه وأثاثه ، ثم ذكر نبذة من معجزاته ، ثم ختم ذلك بذكر وفاته صلى الله عليه وسلم وغسله وتكفينه وما أحاط بذلك .فكان الكتابُ بحقٍّ جامعاً في بابه ، غنياً مغنياً في مضمونه ، شاملاً في بحثه وموضوعه .