الكتاب من ترجمة وتحقيق صالح أحمد الشامي.سجلت آيات القرآن الكريم قصة امتناع إبليس عن السجود لآدم، وعصيانه لأمر الله تعالى، ثم طلبه من الله تعالى الأنظار إلى يوم البعث، ثم توعده لبني آدم بالإضلال والغواية. ولم يكتف إبليس بالتوعد، بل شرح خطة عمله والسبل التي سوف يسلكها في إغواء بني آدم. وهكذا فتح إبليس جبهات العداوة لبني آدم من جمي...
قراءة الكل
الكتاب من ترجمة وتحقيق صالح أحمد الشامي.سجلت آيات القرآن الكريم قصة امتناع إبليس عن السجود لآدم، وعصيانه لأمر الله تعالى، ثم طلبه من الله تعالى الأنظار إلى يوم البعث، ثم توعده لبني آدم بالإضلال والغواية. ولم يكتف إبليس بالتوعد، بل شرح خطة عمله والسبل التي سوف يسلكها في إغواء بني آدم. وهكذا فتح إبليس جبهات العداوة لبني آدم من جميع الجهات، فهي عداوة مستحكمة مستمرة.وإزاء هذا الخطر الداهم، كان لا بد للإنسان من معرفة أكبر قدر ممكن عن هذا العدو حتى يتخذ من الاحتياطات والتحصينات ما يدفع به الخطر عن نفسه. ولهذا شغلت هذه القضية علماءنا، فذهبوا يبينون للناس مداخل هذا العدوّ ومخارجه، وكل ما يتعلق به. وهذا ما دفع الإمام "ابن قيم الجوزية" لوضع كتابه "إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان" وهو بشكل عام يضم بين دفتيه موضوعين. الأول: يتناول الحديث عن القلب، باعتباره الساحة التي يحوم حولها الشيطان للوصول إلى مآديه أما الموضوع الثاني، فهو الموضوع الذي يندرج تحت عنوان الكتاب، وقد أخرجه المصنف في باب واحد، وهو الباب الثالث عشر من أبواب الكتاب.وهذا الباب تحته فصول كثيرة، لا تحمل عناوين، وما ذكر منها فهو من وضع المحققين الذين اعتنوا بالكتاب. والكتاب الذي بين أيدينا هو جزء من أجزاء هذا الكتاب وفيه يجمع "صالح أحمد الشامي" جميع النصوص التي تحدث فيها ابن القيم فقط عن مكايد الشيطان ومصايده، وهو ليس اختصاراً للكتاب الأصل "إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان"، وإنما هو مادة الكتاب التي وضعها المؤلف بعيداً عمّا ليس له علاقة بالموضوع. وبالرجوع إلى عمل يعد هذا الكتاب نحو أنه يتجلى بـ: أولاً: حذف الأحاديث الضعيفة، ثانياً: جمع الفصول ذات الموضوع الواحد، والتي قد تكون متباعدة في الكتاب في فصل واحد وتحت عنوان واحد، ثالثاً: تقسيم كل فصل إلى فقرات بحيث يسهل على القارئ التعامل مع الموضوع، رابعاً: حذف الموضوعات المكررة، خامساً: تخريج الأحاديث تخريجاً صحيحاً.