ينطلق هذا الكتاب من دراسة لأحكام النساء في الإسلام إلى الإثبات بالمقارنة والتحليل والاستدلال العقلي أن ما وصلت إليه البشرية من مكاسب حقيقية للمرأة، وما يمكن أن تصل إليه مستقبلا من هذه المكاسب، قد تضمنه الإسلام في نصوصه ومقرراته منذ أكثر من أربعة عشر قرنا، وأن الذي رفضه الإسلام للمرأة ليس في حقيقته مما يرفع لها شأنا أو مكانة، إنم...
قراءة الكل
ينطلق هذا الكتاب من دراسة لأحكام النساء في الإسلام إلى الإثبات بالمقارنة والتحليل والاستدلال العقلي أن ما وصلت إليه البشرية من مكاسب حقيقية للمرأة، وما يمكن أن تصل إليه مستقبلا من هذه المكاسب، قد تضمنه الإسلام في نصوصه ومقرراته منذ أكثر من أربعة عشر قرنا، وأن الذي رفضه الإسلام للمرأة ليس في حقيقته مما يرفع لها شأنا أو مكانة، إنما هو (إذا أزلنا منه الزيف والبريق الكاذب والخداع) لا يعدو أن يكون من الأمور التي ارتكست فيها البشرية في عصور ظلامها وجاهليتها، وأن الداعين له إنما يريدون للمرأة انتكاسًا بها إلى أوضاع تزري بها وإن بدت حضارة وتقدمًا وتحريرًا، ويعتبر الكتاب تجلية لحقيقة الموضع الذي وضع الإسلام المرأة فيه، والمكانة التي خصها بها وأنزلها فيها، مقارنًا ذلك بغيره من النظم والعقائد والتصورات والأوهام، وقد تعرض لكل النصوص التي انطلق منها مهاجمو الإسلام في قضية المرأة، ولم يغفل منها شيئا، وتبين أن الصحيح منها ما تتبدى فيه بوضوح معاني إكرام الإسلام للمرأة ورعايتها والحرص على مصلحتها وإبعادها عن مواطن الهون والابتذال، فيعرض لآيات القوامة، وتعدد الزوجات، واللباس والزواج والطلاق، والفرقة والشهادة، كما يتعرض لأحاديث خلق المرأة من ضلع أعوج ونقصان عقلها ودينها، وعدم فلاح من يولها، وكل ما روي واتخذ سبيلاً لتحقيرها وإهانتها .