يتجدد الحديث عن اتجاهات البلاغة في العصر الحاضر، بالنظر الدائم في قضايا البلاغة، وأعلامها، ومسيرتها التاريخية، والأثر التاريخي لعلومها -البيان والمعاني والبديع- لا ينفصل عن الناحية الفنية، إذ الحديث عن مصطلح بلاغي من خلال نص في عصر من العصور يتطلب معرفة سمات العصر الاجتماعي، أو السياسية أو الثقافية، أو الحضارية. أو العادات والتق...
قراءة الكل
يتجدد الحديث عن اتجاهات البلاغة في العصر الحاضر، بالنظر الدائم في قضايا البلاغة، وأعلامها، ومسيرتها التاريخية، والأثر التاريخي لعلومها -البيان والمعاني والبديع- لا ينفصل عن الناحية الفنية، إذ الحديث عن مصطلح بلاغي من خلال نص في عصر من العصور يتطلب معرفة سمات العصر الاجتماعي، أو السياسية أو الثقافية، أو الحضارية. أو العادات والتقاليد. وكل هذا أو بعضه يكشف الغامض من مضمون المصطلح البلاغي، ويوحد هذا بين الشكل والمضمون في الاتجاه البلاغي.وتعانق الفهم الفني لأصول المصطلح البلاغي ومعرفة قواعده ومعياريته يوضح القيمة الجمالية لمفهوم النص. ويوائم بين التفسير والتأثير للمصطلح الواحد. ويكشف عن العلاقات في الصورة الواحدة.والنص متنوع بين النمط العالي من القرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف، وكلام البلغاء والفصحاء. وما دون ذلك من كلام الناس. ويلزم ذلك التعاون بين المناهج المتقدمة في اتجاهاتها الثلاثة -العربية والإسلامية والمتأثرة بالترجمة. والتعاون بين هذه المناهج بقدر الحاجة والوظيفة التي تتبدى من خلال النص في قيمته البلاغية، وتأثيره البياني.ولا تعني فصول هذا الكتاب الفصل الحاد فيما بينها، بل الظواهر الدراسية، كانت الغالبة في هذا الاتجاه أو ذاك. مع اليقظة التامة للعلاقة القائمة بين هذه الاتجاهات في أثناء التطبيق والتذوق الشامل من خلال النظرة الكلية للنص الواحد.واستقر بين الدارسين قصور النظر على القديم من أجل قدمه. والحديث من أجل حداثته، بل الجيد النافع من القديم والحديث في فن القول العربي وبلاغته، هو المحتفل به. والمأخوذ به في حلقات الدرس والتبليغ.ولعل باحثاً ينظر ويدقق ثم يزيد ويحقق، وهذه سمة العلماء. وديدن الذين سيتوخون المعرفة والحق والخير والجمال.