برزت في العقود الأخيرة ظاهرة الإسلام السياسي وكان من أبرز آثارها محنة التكفير: تكفير المجتمع والناس وخصومهم السياسيين مما تسبب في إزهاق الأرواح، وإسالة دماء الأبرياء، وترويع الآمنين باسم الإسلام. وقد اختار الأديب محمد السيد عيد أن يتناول هذه الظاهرة التي انتشرت في المجتمعات العربية والمجتمعات الإسلامية متخذة من الدين ستارًا معتم...
قراءة الكل
برزت في العقود الأخيرة ظاهرة الإسلام السياسي وكان من أبرز آثارها محنة التكفير: تكفير المجتمع والناس وخصومهم السياسيين مما تسبب في إزهاق الأرواح، وإسالة دماء الأبرياء، وترويع الآمنين باسم الإسلام. وقد اختار الأديب محمد السيد عيد أن يتناول هذه الظاهرة التي انتشرت في المجتمعات العربية والمجتمعات الإسلامية متخذة من الدين ستارًا معتمدة في ذلك على تفسيراتهم الخاصة للقرآن والسنة، وعلى بعض أفكار رجال الدين المتشددين، وقد تصدى المؤلف لهذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد مجتمعاتنا، وعانت منها مصر في فترات متباعدة خاصة في السنوات الثلاث الأخيرة حيث حرص المؤلف على أن يقف عند بداية الفكر التكفيري حيث لم يتورعوا عن تكفير من يخالفهم الرأي فقدم لنا الكاتب ثلاث قضايا ترتبط ببعضها عندهم، وهي: تكفير المجتمع، السعي لتحقيق حلم الخلافة باعتبارها هدفًا رئيسيًا، الجهاد حسب رؤيتهم، ضد المجتمع باعتبار أن الجهاد المسلح هو الوسيلة الناجحة لتحقيق أهدافهم السياسية في الحكم والسلطة. وقيمة هذا الكتاب أن المؤلف قد اعتمد على العديد من الأسانيد والمراجع الموثوقة وعلى الكتاب والسنة واجتهادات كبار علماء الإسلام لتفنيد كل حجج ودعاوى أنصار التيار التكفيري، ليثبت في النهاية أن الإسلام وهو دين التسامح والسلام والرحمة وليس دين الإقصاء والتكفير واستباحة دماء الآخرين من أجل الوصول لسدة الحكم.
