تسير أهمية هذه الدراسة بشكل عام في ثلاثة اتجاهات أساسية: 1-الجانب الأدبي: حيث تكشف لنا الدراسة العلاقة بين النص الأدبي والمجتمع الذي يولد فيه. وبهذا فهي محل تطبيق النظرية الاجتماعية في دراسة الأدب.2-الجانب الثقافي: حيث تساهم هذه الدراسة بتكوين تصور عن ثقافة المجتمع العربي القديم وكيفية تعامله مع الآخر ونظرته إليه، وما هو السقف ا...
قراءة الكل
تسير أهمية هذه الدراسة بشكل عام في ثلاثة اتجاهات أساسية: 1-الجانب الأدبي: حيث تكشف لنا الدراسة العلاقة بين النص الأدبي والمجتمع الذي يولد فيه. وبهذا فهي محل تطبيق النظرية الاجتماعية في دراسة الأدب.2-الجانب الثقافي: حيث تساهم هذه الدراسة بتكوين تصور عن ثقافة المجتمع العربي القديم وكيفية تعامله مع الآخر ونظرته إليه، وما هو السقف الذي وصلت إليه تلك الثقافة. وأيضاً هي مساهمة في البحوث الثقافية التي تتناول موضوع (الآخر) وعلاقة صورة (الآخر) بصورة (الذات).3-الجانب الإنساني: حيث تندرج هذه الدراسة ضمن التيار الحقوقي الذي بدأ ينمو في المجتمع العربي، والذي يطالب بإلغاء التمييز بين الإنسان وأخيه الإنسان لأي سبب كان، والذي يدعو إلى احترام الآخر المختلف والانفتاح عليه.ويمكننا تحديد طبيعة المشكلة الخاصة التي تعالجها الدراسة بدقة أكبر من خلال الأسئلة التي يثيرها البحث، وهي كالتالي: 1-ما هي ملامح صورة الآخر بشتى أنواعه لدى المتنبي؟، 2-ماهي علاقة صورة الآخر لدى المتنبي بصورته في الثقافة العربية آنذاك؟، 3-هل كانت صورة الآخر تنبئ بعلاقة إنسانية بين الذات والآخر بشقيه العربي وغير العربي، مبنية على الاحترام المتبادل، أم أنها كانت مبنية على الاحتقار والتمييز والتهميش؟، 4-ما هو الفرق بين صورة الآخر البشري لدى المتنبي وصورة الآخر غير البشري؟، 5-ما هي الأسباب الشخصية والنفسية التي عاشها المتنبي والتي ساهمت في تكوين تلك التصورات بذلك الشكل في شعره؟وقد قسم الدراسة للإجابة عن الأسئلة السابقة إلى فصلين: الفصل الأول: صورة (أنا) المتنبي بين شعره والتاريخ. الفصل الثاني: صورة الآخر في شعر المتنبي، وينقسم إلى قسمين: أ-صورة الآخر البشري. ب-صورة الآخر غير البشري.ففي الفصل الأول الذي هو بمثابة مدخل للموضوع الرئيس، تبيان ملامح صورة (الأنا) لدى المتنبي من خلال شعره.أما في الفصل الثاني وهو الذي يحمل عنوان الدراسة فتم تقسيمه إلى فقرات منفصلة، في كل فقرة درس لنوع من أنواع الآخر، بعرض صورته المستخلصة من شعر المتنبي، بعد أن تبيان بعدها الاجتماعي بشكل موسع، ثم ببيان للظروف الشخصية والنفسية للمتنبي والتي لها علاقة بتكون تلك الصورة بذلك الشكل.