"الشعر دائماً يدشن شيئاً آخر" قد يمنح من الواقع، أو يستعيد أرديته من هذا الزمان، أو من أروقة الأساطير ودهاليزها، أو من حومات الفعل وفضاءاته... لكنه عندما "يكون" شعراً فإنه يدشن شيئاً "آخر" كما لاحظ موريس بلانشو، وهذه القصائد التي كتبها محمد الأشعري بين اجتماعات النقابة والحزب ومشاكل العمل والمواصلات، ثم أخيراً بين أربعة جدران دا...
قراءة الكل
"الشعر دائماً يدشن شيئاً آخر" قد يمنح من الواقع، أو يستعيد أرديته من هذا الزمان، أو من أروقة الأساطير ودهاليزها، أو من حومات الفعل وفضاءاته... لكنه عندما "يكون" شعراً فإنه يدشن شيئاً "آخر" كما لاحظ موريس بلانشو، وهذه القصائد التي كتبها محمد الأشعري بين اجتماعات النقابة والحزب ومشاكل العمل والمواصلات، ثم أخيراً بين أربعة جدران داخل زنزانة سجن "لعلو" بالرباط، هي تدشين لذلك الشيء الآخر... والمسألة هنا لا تتعلق بالإضافات الشكلية أو بالتجديد في أحد العناصر المكونة للشعر (مثل البعد الفضائي المتمثل في تلبيس القصائد خطاً مغربياً "أصيلاً" كما يفعل بعض شعرائنا)، بل أقصد النسيج المتلاحم المتشابك، الدفق الشعري الذي يطرح أسئلة على "واقع خرافي في واقعيته، له ثقل المهزلة المأساة، وسطوة الاستيهامات المتحجرة.. من أعماق هذا الواقع يصوغ الأشعري الأسئلة والصور والحوارات ليظهره لنا شيئاً آخر، شيئاً لا واقعياً، قابلاً للتحول، قابلاً لكل الاحتمالات.. قابلاً للأمل: (الأمل: معانقة طفولية للفعل، وترقب طاغ لتحقيقه).