أبدع المصريون القدماء حضارة فنية راقية قبل خمسة آلاف عام وما زالت آثار مصر تخلب الألباب وتستهوي الأفئدة ويقبل الناس من كل مكان لمشاهدتها ورغم معجزات العلم الحديث وما بلغه الإنسان المعاصر من تقدم ورقي فما زالت روائع الفن المصري تبهرنا بجمالها ورصانتها وما يكتنفها من سح وغموض. وتمثل هذه الآثار إلى جانب قيمتها الفنية كتاباً مفتوحاً...
قراءة الكل
أبدع المصريون القدماء حضارة فنية راقية قبل خمسة آلاف عام وما زالت آثار مصر تخلب الألباب وتستهوي الأفئدة ويقبل الناس من كل مكان لمشاهدتها ورغم معجزات العلم الحديث وما بلغه الإنسان المعاصر من تقدم ورقي فما زالت روائع الفن المصري تبهرنا بجمالها ورصانتها وما يكتنفها من سح وغموض. وتمثل هذه الآثار إلى جانب قيمتها الفنية كتاباً مفتوحاً يسجل لنا عقائد المصريين وأفكارهم وفيها تترائى طبيعتها ومشاعرهم وتتمثل آدابهم وعاداتهم وفي صفحاتها تتردد أصداء حيواتهم السياسية والاجتماعية بما يجعلها سجلاً حافلاً ينطق بلسان واضح مبين وقد أتاحت الأقدار بالفنون المصرية أن تمتد بها الحياة آلاف السنين على خلاف ما أتيح لغيرها وذلك بفضل عوامل عدة منها متانة بنيانها واستخدام الأحجار الصلبة فضلاً عن مناخ مصر الجاف الذي كان خير معين في حفظ التراث الإنساني العظيم.ويعرض هذا الكتاب إلى مرحلة هامة من مراحل الفن المصري وهي مرحلة التنشئة والتكوين التي بدأت في عصور ما قبل الأسرات وامتدت عبر الدولة القديمة تلك المرحلة التاريخية الهامة التي أورثتنا الأهرام الخالدة والتي وضعت المسار الذي حرص الفنانون على اتباعه خلال القرون التالية وحددت هوية وملامح الفن المصري القديم حتى نهاية التاريخ الفرعوني وهي ملامح لم تمت ولم تزل، فنحن المصريين ورثنا الكثير من مشعر أجدادنا والأحاسيس الفنية وترسب في نفوسنا كثير من تصوراتهم وأخيلتهم وأنه لما يفيدنا أن نتعرف على أصول هذا كله لنبني على أساس سليم مكين، وليكون لنا فن أصيل، ينبع من طبيعتنا، ويتفق وما نطمع فيه من مكانة مرموقة بين الأمم الحديثة.