تعرض حقل السياسة في منتصف الستينات ومطلع السبعينات من القرن الحالي إلى نزاعات "داخلية" متشعبة بين علماء السياسة، ويعود السبب في هذا النزاع إلى التطور المنهجي للحقل نفسه. فلقد أدى الاهتمام بالنسبة والحتمية في مجال العلوم الاجتماعية إلى إرساء دعائم المنهج العلمي الاستقرائي الذي كان مقصورًا على دراسة الظواهر الطبيعية دون الاجتماعية...
قراءة الكل
تعرض حقل السياسة في منتصف الستينات ومطلع السبعينات من القرن الحالي إلى نزاعات "داخلية" متشعبة بين علماء السياسة، ويعود السبب في هذا النزاع إلى التطور المنهجي للحقل نفسه. فلقد أدى الاهتمام بالنسبة والحتمية في مجال العلوم الاجتماعية إلى إرساء دعائم المنهج العلمي الاستقرائي الذي كان مقصورًا على دراسة الظواهر الطبيعية دون الاجتماعية. واهتم "مونتسكيو" بالتحليل الوضعي التجريبي للظواهر الاجتماعية وذلك بتركيزه على دراسة ما هو كائن لا ما يجب أن يكون، بالإضافة إلى إرسائه دعائم النسبية بدراسته لتباين الأنظمة الاجتماعية نتيجة لتباين ظروف الزمان والمكان. ثم جاء "أوجست كونت" ليعزز الفلسفة الوضعية بتحليلاته الاجتماعية، وأتى "ماركس" بعده ليثبت الحتمية الفلسفية عن المادية الجدلية والمادية التاريخية.