يعنى "فقه اللغة" بالدراسة العلمية الفاحصة للغة، ومع أنه حظي بمجموعة من مؤلفات العلماء العرب في القديم والحديث، فليس هناك اتفاق تام على منهجه، ولا على الموضوعات التي تندرج تحته. وقد رأيت أن أدلي بنصيبي من المضمار بهذا البحث معرفاً بالموضوع ومتتبعاً ما ظهر من كتبه في العالم العربي، ومحاولاً أن ألقي ضوءاً يمهد لدراسته من خلال ما أت...
قراءة الكل
يعنى "فقه اللغة" بالدراسة العلمية الفاحصة للغة، ومع أنه حظي بمجموعة من مؤلفات العلماء العرب في القديم والحديث، فليس هناك اتفاق تام على منهجه، ولا على الموضوعات التي تندرج تحته. وقد رأيت أن أدلي بنصيبي من المضمار بهذا البحث معرفاً بالموضوع ومتتبعاً ما ظهر من كتبه في العالم العربي، ومحاولاً أن ألقي ضوءاً يمهد لدراسته من خلال ما أتيح لي من فرصة الأخذ بنصيب من معارفه أثناء دراستي في الوطن العربي وخارجه، وما أتيح لي من تتبع ما يظهر فيه حديثاً. وقد تناولت الموضوع من مبدئه، فعرفت بعبارة "فقه اللغة" من الناحية اللغوية أولاً، ثم من الناحية الاصطلاحية.ثم تناولت بالتعريف ما صدر في العالم من كتب بعنوان "فقه اللغة" فوجدت من ذلك خمسة. منها اثنان قديمان وثلاثة محدثة والقديمة هي:1-الصاحبي في فقه اللغة وسنن العرب في كلامها، تأليف أحمد بن فارس.2-فقه اللغة وأسرار العربية، تأليف الثعالبي.أما الثلاثة المحدثة فهي لأحياء:1-فقه اللغة للدكتور علي عبد الواحد وافي.2-فقه اللغة للأستاذ محمد المبارك.3-دراسات في فقه اللغة للدكتور صبحي الصالح.وقد اهتمت بترتيب المعلومات في الكتب القديمة وبالتعريف بالأبواب والفصول في الكتب الحديثة وكنت أقارن أحياناً بين ما يجري في الدراسات الأوروبية الحديثة وبين ما في هذه البحوث.ولما كانت قد بينت استقرار الرأى على أن اللغة نشاط اجتماعين تحدثن عن المجتمع اللغوي وعرفت بهذا الاصطلاح عامة، وتناولت بالحديث المجتمع اللغوي العربي، ووضحت أنه كان يعترف منذ القدم بالفصحى من ناحية وبالعامية (اللهجات) من ناحية أخرى، وحصر اهتمامه في دراسة الفصحى، والتي كانت تجعلها غير ذلك، أي لهجة. ثم بينت أنه من الخير في الدراسة أن يؤخذ كل نوع من الاستعمال على حدة أن بدت فيه طرق لغوية في التعبير متميزة، واقترحت اعتبار لغة الشعر مستقلة عن اللغة عامة، وذلك واضح في التركيب النحوي للشعر العربي فهو غير النثر، وقد أصبح هذا عندي مؤكداً أشرت إليه في كتابي الأول "المعاجم اللغوية".وأنهيت البحث بأن ذكرت باختصار أفرع الدراسة على ما يأخذ به علماء اللغة المحدثون. وآمل أن يوفقني الله تعالى إلى التفصيل في هذه الأفرع فيما بعد.