حققت التجربة الماليزية في العقود الأربعة الماضية قفزات هائلة في التنمية البشرية وفي الاقتصاد، وأصبحت الدولة الصناعية الأولى في العالم الإسلامي، وكذلك في الصادرات والواردات، حيث تعتمد صادراتها على الصناعة بصورة أساسية. وتمكنت من إقامة بنية تحتية متطورة، وتنويع مصادر دخلها القومي من الصناعة والزراعة والمعادن والنفط والسياحة؛ مما و...
قراءة الكل
حققت التجربة الماليزية في العقود الأربعة الماضية قفزات هائلة في التنمية البشرية وفي الاقتصاد، وأصبحت الدولة الصناعية الأولى في العالم الإسلامي، وكذلك في الصادرات والواردات، حيث تعتمد صادراتها على الصناعة بصورة أساسية. وتمكنت من إقامة بنية تحتية متطورة، وتنويع مصادر دخلها القومي من الصناعة والزراعة والمعادن والنفط والسياحة؛ مما وفر لها بنية اقتصادية متينة. ونجحت إلى حد كبير في علاج مشاكل الفقر والأمية والبطالة وغيرها. واللافت للنظر أن هذه النجاحات تحققت في بيئة حساسة وبالغة التعقيد طائفياً وعرقياً؛ وهو ما تحاول هذه الدراسة أن توضحه وتسلط الضوء عليه.تركز هذه الدراسة على جانبين مهمين؛ الأول: العناصر التي ارتكز عليها النجاح النسبي للتجربة الماليزية، حيث تسلط الضوء على طبيعة نظام الحكم والقيادة السياسية، والكيفية التي من خلالها تم الوصول إلى معادلة متوازنة لتحقيق الاستقرار والتنمية، وكيفية تعامل النظام مع وضع معقد طائفياً وعرقياً. والثاني: قراءة في معالم التطور الاقتصادي الماليزي، وكيف حققت ماليزيا نهضتها في هذا المجال. كما توضح الدراسة الخلفيات التي على أساسها بنيت التجربة الماليزية.