نتفق جميعاً أن القضية الفلسطينية كانت ولا تزال إحدى أهم القضايا الرئيسية في العالم؛ والتي لا يمكن لمنطقة الشرق الأوسط أن تنهض أو تنعم بالاستقرار دون إيجاد حلّ عادل ودائم لها. وهذا الكتاب قراءة في المشهد الفلسطيني المعاصر يسعى إلى تقديم صورة عن تطور النظرة إلى إقامة الدولة الفلسطينية، وطريقة الوصول إليها؛ وخصوصاً لدى الطرفين الفل...
قراءة الكل
نتفق جميعاً أن القضية الفلسطينية كانت ولا تزال إحدى أهم القضايا الرئيسية في العالم؛ والتي لا يمكن لمنطقة الشرق الأوسط أن تنهض أو تنعم بالاستقرار دون إيجاد حلّ عادل ودائم لها. وهذا الكتاب قراءة في المشهد الفلسطيني المعاصر يسعى إلى تقديم صورة عن تطور النظرة إلى إقامة الدولة الفلسطينية، وطريقة الوصول إليها؛ وخصوصاً لدى الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي. وتعالج الدراسة التطور التاريخي لسعي الفلسطينيين لنيل الدولة، والتغيرات والتراجعات التي طرأت على الفكرة وعلى شكل الدولة وحجمها وصلاحياتها. وتستقرئ معالجة القيادة الفلسطينية للحلول المقترحة. كما يعرض لرؤية حماس للدولة الفلسطينية. ومن جهة أخرى؛ فإن هذا البحث يدرس الموقف الإسرائيلي، ويستعرض طروحاته المتعلقة بالحكم الذاتي، والانفصال أحادي الجانب، والدولة منقوصة الأرض والسيادة.. كما يستقرئ المواقف العربية والدولية المتعلقة بمسار التسوية ومشروع الدولة، ثم يختتم بخلاصة حول الموضوع والمسارات المتوقعة لإنشاء الدولة. ما يريد أن يقوله "محسن محمد صالح" أن الفلسطينيين الآن لا يواجهون استعماراً تقليدياً، بل يواجهون مشروعاً صهيونياً عالمياً مدعماً بالقوى الكبرى التي تسعى إلى إبقاء العالم العربي ضعيفاً مفككاً متخلفاً؛ وسوقاً للسلع الغربية، من هنا؛ فإن "حل المشكلة اليهودية" التي تسبب بها الغرب على حساب العرب والمسلمين، ومسألة تحرير فلسطين وهزيمة المشروع الصهيوني أمر لا تقوى على حمله أقدام الفلسطينيين وحدهم. إذ يجب أن تعود هذه القضية إلى حضنها العربي والإسلامي، في إطار مشروع نهضوي يعيد لهذه الأمة عزّتها وكرامتها. يقسم الكاتب دراسته إلى فصلين: جاء الفصل الأول بعنوان «المسار التائه: من التحرير الكامل إلى الحكم الذاتي المحدود (1917 - 1993)». ويبحث في أربعة محاور هي: أولاً: نمو دولة مستقلة عن بريطانيا. ثانياً: نمو دولة محررة بالكفاح المسلح. ثالثاً: من الدولة المحررة إلى دولة على جزء من الأرض. رابعاً: من دولة منقوصة الأرض إلى الحكم الذاتي منقوص السيادة (اتفاق أوسلو). أما الفصل الثاني فجاء بعنوان «الوضع الراهن لمشروع الدولة الفلسطينية: ضوء في النفق أم اصطياد للسّراب (1993 - 2010)» ويبحث أيضاً في أربعة محاور هي: أولاً: سياق الموقف العربي والدولي. ثانياً: الموقف الإسرائيلي من الدولة الفلسطينية. ثالثاً: موقف المفاوض الفلسطيني. رابعاً: رؤية حماس للدولة الفلسطينية. وأخيراً خلاصة حول موضوع البحث والمسارات المتوقعة لإنشاء الدولة الفلسطينية
