لمع اسم رفيق الحريري في أوساط واسعة من الرأي العام اللبناني في أواسط الثمانينات من القرن الماضي مع عملية إخراج بيروت من تحت الأنقاض التي خلفتها الحرب الأهلية اللبنانية، فهو بعزيمته وإيمانه الذي لا يتزعزع بمستقبل لبنان وبشعبه، مضى في تنفيذ ما أمكن من مشروعه في إعادة بناء الحجر والبشر، وسجل إنجازات بالغة الأهمية في ذلك.جاءت ولادة ...
قراءة الكل
لمع اسم رفيق الحريري في أوساط واسعة من الرأي العام اللبناني في أواسط الثمانينات من القرن الماضي مع عملية إخراج بيروت من تحت الأنقاض التي خلفتها الحرب الأهلية اللبنانية، فهو بعزيمته وإيمانه الذي لا يتزعزع بمستقبل لبنان وبشعبه، مضى في تنفيذ ما أمكن من مشروعه في إعادة بناء الحجر والبشر، وسجل إنجازات بالغة الأهمية في ذلك.جاءت ولادة هذا الكتاب على خلفية أن لا تبقى سيرة الشهيد رفيق الحريري كما عرفها وعاشها "أبو نزار" (أي محسن دلول)، فصلاً من فصول مذكراته، وأن لا يبقى المخزون اللامتناهي عن دقائق حياة صديقه ونسيبه ورفيق دربه، رفيق الحريري الإنسان، والسياسي ورجل الدولة في ذاكرته.الكتاب مهدى إلى السيدة الفاضلة "نازك"، رفيقة درب وحافظة عهد الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وإلى عائلتها الكريمة فرداً فرداً، مع وافر المحبة والتقدير.محسن دلول، وهو الاشتراكي النشيط، والصحافي والسياسي المحنّك، الذي انتخب نائباً لثلاث مرات، والذي سبق أن تولى مهام وزارة الزراعة لمرة واحدة، ومهام وزارة الدفاع لثلاث مرات، يروي في فصول خمسة، تفاصيل دقيقة ومثيرة للاهتمام، عن طبيعة العلاقة التي جمعته بالرئيس الشهيد. هكذا تعرفت إلى رفيق الحريري، هو عنوان الفصل الأول الذي يتحدث عن بدايات التعارف، ويبدأ بذكرى لقائه به في فرنسا، ويكشف فيه عن حلم الحريري بتطوير بيروت. رفيق الحريري كما عرفته: "الإنساني والسياسي ورجل الدولة"، هو عنوان الفصل الثاني الذي يبحث في صفات الرجل الإنسانية، كحبّه لعمل الخير وحبّه لعائلته ووفائه وتواضعه، كما حبّه لوطنه، وهمومه بتحسين وتطوير المجتمع، واهتماماته والأساس فيها كان لعنصر الشباب.يحمل الفصل الثالث "من حلقات التآمر على رفيق الحريري"، ويعرض فيه الأحداث التي تعرض فيها للخيانة بسبب شخصيته الكبيرة والقوية التي دفعت خصومه إلى طعنه بالظهر. في الفصل الرابع "الحريري يخطئ ويصيب"، يتحدث الراوي عن عدم حرج الحريري في الاعتراف بخطأه، وعن نماذج من الاختلافات بين الراوي والحريري. في الفصل الخامس يصف أجواء مقدمات الاغتيال وأحداثها. أما الفصل الأخير فيتضمن رؤية وتقويم وتقدير "أبو نزار" لدور رفيق الحريري بكل أبعاده.ذكريات ومواقف وانجازات في هذه المذكرات التي تعكس وتكشف صفات متعددة نادراً ما تكون مجتمعة في شخصية واحدة فذّة تمتعت بالكثير من الطموح والإنسانية معاً، والتي نفتقدها اليوم. فهو بحق مجموعة رجال في رجل واحد.
