لا يُعَد استخدام التكنولوجيا في التعليم قيمة أو هدفاً في حد ذاته، وإنما هو وسيلة لتحقيق الأهداف التعليمية التي يتبناها التعليم العالي في مؤسساته، وحينما تتحول تلك التقنيات التكنولوجية إلى مجرد مظاهر شكلية؛ للتباهي وإبهار الطلاب، فقد تحولت من كونها أملاً في تطوير التعليم العالى والارتقاء به، إلى عبء ومشكلة جديدة تضاف إلى مشكلات ا...
قراءة الكل
لا يُعَد استخدام التكنولوجيا في التعليم قيمة أو هدفاً في حد ذاته، وإنما هو وسيلة لتحقيق الأهداف التعليمية التي يتبناها التعليم العالي في مؤسساته، وحينما تتحول تلك التقنيات التكنولوجية إلى مجرد مظاهر شكلية؛ للتباهي وإبهار الطلاب، فقد تحولت من كونها أملاً في تطوير التعليم العالى والارتقاء به، إلى عبء ومشكلة جديدة تضاف إلى مشكلات التعليم المزمنة. يُعَرَّف التحول الرقمي نحو التكنولوجيا؛ لتعزيز جميع مدخلات وعمليات التعليم والتعلم، ومخرجاتهما، بأنه: الاستيعاب الشامل، والاستخدام الواعي، والاستثمار الإيجابي للتطبيقات التكنولوجية في مجال تكنولوجيا المعلومات وآليات التواصل، مما ينعكس على استفادة مؤسسات التعليم العالي بكل ما تتيحه التكنولوجيا الرقمية من إمكانات؛ لتحقيق جودة الأداء: الأكاديمي، والإداري، والبحثي، والمجتمعي بحيث تشمل كل عناصر مؤسسة التعليم العالي: التنظيمية، والمادية، والبشرية، والمناخ المجتمعي: داخلها، وخارجها. يقدم هذا الكتاب رؤية إستراتيجية وتطبيقية مستفيضة ومتكاملة لإدخال الأدوات التكنولوجية المتطورة في كافة الأنشطة: التعليمية، والبحثية، والإدارية، والخدمية التي تقدمها مؤسسات التعليم العالي، وتتدرج هذه الرؤية من التخطيط لإدخال التكنولوجيا بدءاً من تقييم احتياجات: البنية التحتية، والمتطلبات المستقبلية، وتنمية القدرات، وتوفير البرمجيات والأدوات، وإنتاج المواد التعليمية الإلكترونية إلى: التنفيذ، والتقييم، وضمان جودة الممارسات التكنولوجية والتعلم الإلكتروني، آملين أن يكون هذا الكتاب داعماً لمؤسسات التعليم العالي بالوطن العربي في هذا الاتجاه الإنمائي المتطور.