"عين حمئة" رواية تقترب من الذات الإنسانية عندما يلفها اليأس وتقدم للقارئ الصورة المثالية للنفس التي تقنع بقدرها.وفي هذا العمل يتناول "ماجد سليمان" عدة موضوعات تلامس واقعاً مجتمعياً قهرياً سواء على المستوى الفردي أو الاجتماعي وكذلك السياسي. يقول في بداية الرواية "لماذا يقدم هذا المجتمع أبناءه لأفواه الهموم المصفرة؟ ولماذا يراهن ع...
قراءة الكل
"عين حمئة" رواية تقترب من الذات الإنسانية عندما يلفها اليأس وتقدم للقارئ الصورة المثالية للنفس التي تقنع بقدرها.وفي هذا العمل يتناول "ماجد سليمان" عدة موضوعات تلامس واقعاً مجتمعياً قهرياً سواء على المستوى الفردي أو الاجتماعي وكذلك السياسي. يقول في بداية الرواية "لماذا يقدم هذا المجتمع أبناءه لأفواه الهموم المصفرة؟ ولماذا يراهن على أنه أتقى وأنقى المجتمعات، بينما تستمع بالسعي في جسده جرثومة المعصية؟!".وفي فصول الرواية العشرة يتكلم الراوي بلسان الشخصيات. الفقير، اليتيم، المرأة الضعيفة، السجين، المسؤولون القابعون على كراسيهم الفولاذية. كل ذلك يتم من خلال تقديم مرايا تعكس أمامنا آليات القمع المتعددة المصادر والأنواع وهي آليات تمارس على الأفراد منذ الطفولة وحتى الشباب وخصوصاً في المجتمعات التي لا تحترم خصوصية الأفراد فيحاول الراوي بأسلوبه الخاص التوغل في دواخلها وقراءة أفكارها واعتمالاتها النفسية وأوجاعها.تحت عنوان "لا دفء بعد اليوم" نقرأ: "بهذه العبارة كنت أجلد نفسي دائماً، لا مفر من القدر، فأمي لم يهبها الموت لحظة واحدة للوداع، أحسُّ أنني مقتلع من الأرض ومعلّق على هاوية الحياة.. إنها لعنة الرحيل.. كأنني جالس على ضفة الموت، فلم أعد أرى في سمائي نطفة غيم أبداً.. لا دفء الأمومة، ولا دفء المحبوبة، تلاشى كلاهما عن طريقي، ولم تركا لي سراباً أتصبّر به على الأقل...""عين حمئة" عمل أدبي جاد يقدمه ماجد سليمان بواقعية وبتجريد لا يخضعان للرقيب، يعبّر عن وجهة نظر كاتب محترف ومبدع في التقاط الشواذ مما تحفل به مجتمعاتنا العربية فكان موفقاً في كشف الستار عن المسكوت عنه.