وسط الزحام وتعدد المسارات واختلاف الطرق والسبل التي ينتهجها الإنسان يظل نور القرآن الكريم هادياً ساطعاً يهدي الناس إلى الحق ويرشدهم إلى الصراط المستقيم، صراط النور والحق والفضيلة، ونبقى نحن المسلمين في أشد الحاجة إلى التمسك بهذا الهدي وفهمه وتدبره، لأننا ومهما لعبت بنا الأيام وخدعتنا الدروب سنؤوب إلى حماه المتين ليريحنا من شقاوة...
قراءة الكل
وسط الزحام وتعدد المسارات واختلاف الطرق والسبل التي ينتهجها الإنسان يظل نور القرآن الكريم هادياً ساطعاً يهدي الناس إلى الحق ويرشدهم إلى الصراط المستقيم، صراط النور والحق والفضيلة، ونبقى نحن المسلمين في أشد الحاجة إلى التمسك بهذا الهدي وفهمه وتدبره، لأننا ومهما لعبت بنا الأيام وخدعتنا الدروب سنؤوب إلى حماه المتين ليريحنا من شقاوة أنفسنا وضياعها، وليخرجنا من ضيقها وزحمتها إلى رحابة فضائه النوراني الفريد.وتعلّم القرآن الكريم وتعليمه شرف كبير وفضل عظيم ووسام تكريم يهبه الله سبحانه لعباده كما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم "خيركم من تعلم القرآن وتعلمه"، لهذا يعد تعلم القرآن الكريم وتعليمه غاية تربوية سامية ينبغي الحرص على تحقيقها بفاعلية جادة وكفاءة عالية في مراحل العملية التربوية وتدرجاتها كافة، وصولاً إلى تمكين المتعلمين من تلاوة القرآن الكريم تلاوة صحيحية مضبوطة، تآخياً مع الفهم العميق لمقاصد القرآن وغاياته وأهدافه وأحكامه وتشريعاته ووضعها موضع التنفيذ والفعل في حياة المسلم الخاصة والعامة. وتظهر المراجعة لأدبيات تعليم القرآن الكريم وما يصاحبها من ممارسات فعلية أن الاهتمام بتعليم القرآن الكريم وتعلمه كان ولا يزال في صلب اهتمام أنظمة التعليم ولكن هذا الاهتمام لم يتوجّه تطوير فعلي لمناهج تدريس القرآن الكريم سواء في ذلك برامج إعداد معلمي القرآن الكريم والإجراءات العملية التي يمارسها أؤلئك المعلمون، وبخاصة في ظل ما نشهده من ثورات معرفية ومعلوماتية وتكنولوجية غدت تتطلب من المعلم أن يكون مؤهلاً تأهيلاً تربوياً شاملاً، يجمع بين دقة المعرفة وعمقها وبين القدرة على تطويعها وتوظيفها بما لديه من مهارات اتصالية وتدريسية متنوعة.ويحاول هذا الكتاب تزويد معلمي القرآن الكريم بمجموعة من المهارات التدريسية الأساسية التي تلزمهم في أداء عملهم وحمل رسالتهم التربوية الجليلة، وإيجاد إطار جديد لتدريس القرآن الكريم ينبثق من رؤية تربوية متخصصة تتطلب ممن يدرس القرآن الكريم أن يكون واعياً لعظيم رسالته ومؤهلاً تأهيلاً شرعياً متخصصاً، ومزوداً بمهارات أدائية متميزة تمكنه من ممارسة مهنة التعليم على أفضل صورها وأتمها.وبناء على هذه الرؤية جاء الكتاب في ستة فصول متكاملة، حرص الفصل الأول على وضع تصور لمعلم القرآن الكريم في رسالته وأدواره التربوية، وصفاته وواجباته، وبرامج إعداده، واهتم الفصلان الثاني والثالث بمهارات تحديد الأهداف السلوكية، وتطبيقات صياغتها وتوظيفها في تدريس القرآن الكريم، ومهارات التخطيط لتدريس القرآن الكريم.واهتم الفصل الرابع بمهارات التدريس العامة التي ينبغي على معلم القرآن الكريم إتقانها وتمثلت في المهارات الآتية: السؤال والجواب، والسؤال السابر، والحوار والمناقشة، وحل المشكلات، وتعليم التفكير، وركز الفصل الخامس على إجراءات تدريس القرآن الكريم بمجالاته الثلاثة: التلاوة والتفسير والحفظ، واختتم الكتاب بالفصل السادس الذي ناقش موضوع تقويم أداء الطلبة في تعلم القرآن الكريم بأبعاده المعرفية والوجدانية والنفس حركية.