...ويدها في يده.. يطبق عليها بشدة.. اندفعاً إلى الماء.. وإذا الصفحة الساكنة تدفع بها إلى أعلى.. وعليها أن تثبت أقدامها لتسير.. وإذا بالماء يقاومها بأكثر مما تخيلت.. والخطو ثقيل في برودته.. وحولها ليل يخفي السكون والجنود والموت.ويرتفع الماء في ثيابها.. يصعد بارداً ولزجاً ويغرق حتى خاصرتها.. فيغمر هذا الدمل المشتعل بالألم.. وتذكر ...
قراءة الكل
...ويدها في يده.. يطبق عليها بشدة.. اندفعاً إلى الماء.. وإذا الصفحة الساكنة تدفع بها إلى أعلى.. وعليها أن تثبت أقدامها لتسير.. وإذا بالماء يقاومها بأكثر مما تخيلت.. والخطو ثقيل في برودته.. وحولها ليل يخفي السكون والجنود والموت.ويرتفع الماء في ثيابها.. يصعد بارداً ولزجاً ويغرق حتى خاصرتها.. فيغمر هذا الدمل المشتعل بالألم.. وتذكر زحفها في الحقول مع الآخرين في رعب.. فوقها الطائرات.. وتصرخ، حين لدغتها تلك الهوام.وتنزلق الحجارة الآسنة تحت قدميها فجأة.. ويعلو ماء الأردن الضحل.. فتغوص. وتترى لزوجته في فمها.. قاومت غصة الماء... جاهدت أن لا تسعل والاختناق يطوقها... سحبها مروان بقوة.. ويحاول أن يثبت خطوها... والدليل يهمس غاضباً: من شأن الله.. ما تسعلي.. لنروح في داهية...تعلقت هند بعنق مروان... وأنفاسه قريبة كما لم يحدث منذ عرفته.. توقف السعال.. فألقت برأسها على كتفه... طوق خاصرتها، ورفعها إلى الضفة الغربية.. وألقى بها بين أعواد القصب.