(الفيس بوك).. هذا الطوفان الجامح الذي اجتاح العالم بنعومة فاقت رقة الحرير، وسرعة سبقت الضوء، وقوة قهرت الفولاذ، وحمل على أكتافه كل تناقض سمعنا أم لم نسمع به، ولم يثقله حمله، فصنع تناقضات جديدة شغل العالم بها حتى كاد أن يشله.وبالنظر إلى شح الدراسات العربية العلمية المعنية بتأثير وسائل الإعلام- بشكل عام- ووسائل الإعلام الجديد على ...
قراءة الكل
(الفيس بوك).. هذا الطوفان الجامح الذي اجتاح العالم بنعومة فاقت رقة الحرير، وسرعة سبقت الضوء، وقوة قهرت الفولاذ، وحمل على أكتافه كل تناقض سمعنا أم لم نسمع به، ولم يثقله حمله، فصنع تناقضات جديدة شغل العالم بها حتى كاد أن يشله.وبالنظر إلى شح الدراسات العربية العلمية المعنية بتأثير وسائل الإعلام- بشكل عام- ووسائل الإعلام الجديد على وجه الخصوص، وموقع (الفيس بوك) تحديدًا، نجد المهتمين بهذا المجال يعتمدون في تحليلاتهم وقياساتهم على الدراسات الأجنبية التي لا ننكر أنها تزخر بمعلومات غنية وقيمة في مجال دراسات تأثير وسائل الإعلام، لكن المنطلق والواقع يشيران إلى أنه لا يجوز الاعتداد كليًا فيها مهما بلغت جودتها ودقتها العلمية، خصوصًا في مجال تعميم جميع نتائجها على مجتمعنا العربي.من هنا فقد انصب اهتمام هذا الكتاب على البحث في مشاركة الشباب بموقع (الفيس بوك) وعلاقته باتجاهاتهم نحو علاقاتهم الأسرية، على اعتبار أن طبيعة علاقة الشاب بأسرته تعتبر من أهم المؤشرات على طبيعة تفاعله مع مجتمعه الحقيقي، ولكون الأسرة أحد أهم الركائز الأساسية لتوارث الذاتية الثقافية للشعوب واستمرارها.