ماذا كان بامكان عائشة أن تفعل إذا؟ سيلومونها في المستقبل، ويقولون إنها حشرت نفسها في المأزق باختيارها فلا هي قادرة على أن تستمر في قصة الغرام السرية ،ولا هي قادرة على أن تجد خلاصها في مهنة أو عمل . إنها ،في مواجهة قدرها الأنثوي المكشوف،سوف تعامل على أنها امرأة أبدية مثل ملايين النساء.حتى النساء المؤهلات ذوات المهن والإمكانيات ين...
قراءة الكل
ماذا كان بامكان عائشة أن تفعل إذا؟ سيلومونها في المستقبل، ويقولون إنها حشرت نفسها في المأزق باختيارها فلا هي قادرة على أن تستمر في قصة الغرام السرية ،ولا هي قادرة على أن تجد خلاصها في مهنة أو عمل . إنها ،في مواجهة قدرها الأنثوي المكشوف،سوف تعامل على أنها امرأة أبدية مثل ملايين النساء.حتى النساء المؤهلات ذوات المهن والإمكانيات ينطبق عليهن ما ينطبق على عائشة في بلادنا.إنهن أيضا ،لا يعرفن كيف يتمعن باستقلالية قرارهن،مهما أسبغ عليهن من التقدير الاجتماعي الشكلي.المهم ،إن عائشة لا تستطيع الهرب المغامر طبعا.مداخل المخيم مغلقة بالاستحكامات والمتاريس. ولن يكون بامكانها أن تجد وسيلة نقل إلا بالاتفاق مع سائق تعرفه،وهي لا تعرف أحدا. فما الذي ستفعله عائشة إذا؟ ابدآ.لن. لن.لانها لا تستطيع. لأنه .دم..وحرب،واشتباكات. وكالعادة،بكت طويلا ولم تستطع النوم. دفنت رأسها تحت الغطاء محاذرة أن تصل نهنهتها ،وحشرجات تنفسها إلى مسامع أبيها. منذ أوائل الليل،وهي تفكر في طريقة ما تقتل بها نفسها،دون أن تجد الوسيلة المناسبة.ليس معها نقود لتشتري كمية كافية من حبوب الأسبرين،والصيدلية أصلا بعيدة على الطريق الشرقي في أول المخيم.إنها تكره كل شيء حد الموت .تكرههم،وتكره هذا المكان ،وحسن ،هذا الذي طلع في وجهها مثل ورقة يانصيب سوداء.تعرف تماما أنه لا مجال للاختفاء عنهم ،لكنها ليست مقتنعة تماما بضرورة الموت ،لا تحب،ولا تريد،مهما أقنعت نفسها به .مددت نفسها مثل جثة متخشبة،وأمضت الليل متسطحة على ظهرها،يخزها الغطاء بأوباره وأنفاسها الساخنة التي تريد إلى وجهها.أتاها هديل الحمامة، سجعها المترنم مثل مياه عذبة تطفيء حرقتها ،لكنها رغبت للمرة الأولى عن سماعها.كأن هذه الكمامة حنجرة أخرى لبكائها.وهي ضجرت من كل أمواج الأحزان التي تلطمها منذ عودتها إلى المخيم.