يوافق العام 2009 مرور مائة وخمسين (150) سنة على ولادة العلاّمة الأب لويس شيخو اليسوعيّ، مؤسّس مجلّة المشرق منذ مائة سنة ونيّف، والمؤسّس الفعليّ لخزانة كتب اليسوعيّين المركزيّة في بيروت، المعروفة بــ"المكتبة الشرقيّة".وإحياءً لهذه المناسبة، نشر الأخ إنطوان صليبا، الراهب الأنطونيّ، والمسؤول عن مخطوطات المكتبة المذكورة، من بين ما ك...
قراءة الكل
يوافق العام 2009 مرور مائة وخمسين (150) سنة على ولادة العلاّمة الأب لويس شيخو اليسوعيّ، مؤسّس مجلّة المشرق منذ مائة سنة ونيّف، والمؤسّس الفعليّ لخزانة كتب اليسوعيّين المركزيّة في بيروت، المعروفة بــ"المكتبة الشرقيّة".وإحياءً لهذه المناسبة، نشر الأخ إنطوان صليبا، الراهب الأنطونيّ، والمسؤول عن مخطوطات المكتبة المذكورة، من بين ما كتبه الأب شيخو، بعض ما يلقي الضوء على أحد الأساليب التي اتّبعها اليسوعيّ الهمّام لجميع المخطوطات النادرة، لا سيّما ما يمتّ بها إلى العلوم الشرقيّة، ألا وهو تجشّم الأسفار المضنية البعيدة، وصولاً إلى الهند، بحثاً عن الضالّة المنشودة واللؤلؤة الثمينة، وراوياً من ثمَّ أحداث أسفاره هذه على صفحات مجلّة المشرق.وقد كان شيخو مراقباً دقيق الملاحظة، لا يدع حادثاً طريفاً أو أموراً ذات شأن إلا ودوَّنها، فجاءت صفحاته ذاخرةً بالمعلومات في كلّ باب، كان يُبرز طبيعة البلدان التي يجتازها، ومعالمها العمرانيّة والأثريّة، وأحوالها الإقتصاديّة والدينيّة والإجتماعيّة، واصفاً سكّانها وطريقة عيشهم، مبيّناً تعدادَ الأهلين، وتوزع مذاهبهم ومللهم.ومن حسنات رواية شيخو أنّه كان يستفيد ممّا يشاهده ليوسِّع آفاق قرّائه، فيستطرد في شروح تاريخيّة أو لغويّة، مفسِّراً، على سبيل المثال، معنى أسماء المدن التي يجتازها، مفنّداً ما قيل في ذلك، مميّزاً بين الصواب وخلافه.ولمّا كان هدف الرحلات تَحرّي المخطوطات والكتب، فكان شيخو يصف بعضها ويحصي ما جمعه، ومعظمه من الهند وثلثه من حلب، ويفيض في الكلام من التقاهُم من الأدباء، أو من أزهر في المدن التي زارها.