أردت في هذه الفصول أن أصل جناح اللغة بجناح الشعر، بعد القطيعة التي باعدت بينهما زمناً تعثر فيه كلاهما تحت وطأة الأوهام. أما اللغة فانزوت في مظانها من المعاجم وكتب النحو والبلاغة، تنتظر من يلتمسها ثمت من أصحاب الغريب وأرباب البيان وعشاق تركيب الكلام، وأما الشعر فقد توارى بين ركام الأخبار وتراجم الشعراء والأحكام التي يتناقلها الخل...
قراءة الكل
أردت في هذه الفصول أن أصل جناح اللغة بجناح الشعر، بعد القطيعة التي باعدت بينهما زمناً تعثر فيه كلاهما تحت وطأة الأوهام. أما اللغة فانزوت في مظانها من المعاجم وكتب النحو والبلاغة، تنتظر من يلتمسها ثمت من أصحاب الغريب وأرباب البيان وعشاق تركيب الكلام، وأما الشعر فقد توارى بين ركام الأخبار وتراجم الشعراء والأحكام التي يتناقلها الخلف عن السلف ثم لا يكون من وراء ذلك شيء.. قد تخطفته معالم الحياة الاجتماعية والاقتصادية وأتت عليه حياة الرجال، يفيض فيها المولعون بعبادة الأبطال استظهاراً بدعوى الانطلاق من حياة الشاعر إلى شعره، ثم المطابقة بينهما أخذاً بقضية الصدق والكذب والطبع والصنعة، حتى طفحت كتب تاريخ الأدب والشعر بكل شيء إلا الشعر والأدب.