هل ثمة قيم غير تلك المسوغة لإنتاج الربح والربح وحده, يمكن أن تشكل فلسفة إدارية ناجعة للشركات أو المؤسسات, في سباقها العولمي المحموم لإكتساب مواقع جديدة؟ نعم, أن العاملين, الزبائن, الخدمة, البيئة المحيطة, والتواصل الإنساني, يمكن أنت تكون أهم المكونات الأساسية لمنظومة قيم تقوم عليها الشركة وتحقق النجاح الأكيد. بشرط ان تصبح هذه الق...
قراءة الكل
هل ثمة قيم غير تلك المسوغة لإنتاج الربح والربح وحده, يمكن أن تشكل فلسفة إدارية ناجعة للشركات أو المؤسسات, في سباقها العولمي المحموم لإكتساب مواقع جديدة؟ نعم, أن العاملين, الزبائن, الخدمة, البيئة المحيطة, والتواصل الإنساني, يمكن أنت تكون أهم المكونات الأساسية لمنظومة قيم تقوم عليها الشركة وتحقق النجاح الأكيد. بشرط ان تصبح هذه القيم هي الرئيس الجديد في الشركة. فالقيم التي اتفق الجميع عليها, يجب أن لا يتم التعامل معها, بوصفها مجرد برنامج أو فلسفة للإدارة فقط, بل باعتبارها موقف من الحياة أيضا. بيد أن النجاح الحقيقي, ليس مجرد إعلان شكلي للقيم, إنما معايشة يومية لها, التواصل معها, وخلق المحيط الآمن لاستمرارها وبقائها. والتوجه عبر القيم, والتي اتفق الجميع حولها, لاينتهي بمجرد توصيفها أو تحديدها, بل يحتاج إلى تغيير العادات, ونماذج السلوك, والممارسة والمواقف. فليست المنظمات أو المؤسسات, هي من يحيل الإدارة بالقيم الى واقع عملي, إنما هم الناس: العاملون, هؤلاء الناس العاديون, الذين يتوجهون عبر القيم المشتركة, ويبتغون أهدفا مشتركة, هؤلاء هم من يمكنهم تحقيق النتائج غير العادية. وبرغم ذلك, تظل حقيقة أن الرهان على كسب سباق الجرذان لا يخرج بالمرء عن كونه جرذا, بمجرد دخوله السباق, حتى ولو كسبه فعلا. ذلك أن الحياة لا تختزل الى بعضها: النجاح الفردي والشخصي, أو تحقيق الربح. فثمة أهداف أخرى كثيرة, في هذه الحياة , يمكن الركون اليها, أو الإعتداد بها, وليس أقلها الولاء للمؤسسة والوطن.