يعالج هذا الكتاب موضوع الفلسفة الحديثة من وجهة فكرية خالصة، معتمداً على ما تركه لنا رجال الفكر من اثار في عصر برونو وغالييلي وكوبرنيك وكبلر الذين ضاقوا صبراً بالمفاهيم القديمة والوسيطة العقيمة، فعملوا على إدخال مفاهيم عن العالم والإنسان والمجتمع والدين، وعلى ارتياد سبل وانتهاج طرائق جديدة في البحث.وفي الوقت الذي تعتبر فيه الفلسف...
قراءة الكل
يعالج هذا الكتاب موضوع الفلسفة الحديثة من وجهة فكرية خالصة، معتمداً على ما تركه لنا رجال الفكر من اثار في عصر برونو وغالييلي وكوبرنيك وكبلر الذين ضاقوا صبراً بالمفاهيم القديمة والوسيطة العقيمة، فعملوا على إدخال مفاهيم عن العالم والإنسان والمجتمع والدين، وعلى ارتياد سبل وانتهاج طرائق جديدة في البحث.وفي الوقت الذي تعتبر فيه الفلسفة الحديثة ثورة على اصنام الفكر القديم والوسيط، فانها لم تظهر فجأة وإنما كانت حصيلة ظروف وعوامل سابقة، ووليدة عملية تطورية بطيئة طوال الفترة التي تقع ما بين القرن الخامس عشر وفاتحة القرن السادس عشر.يختزل هذا العمل عصارة الفكر الاوروبي من خلال محطاته الاساسية وهم ديكارت، واسبينوزا، ولايبنز وكانط الذي يؤلف كسقراط نقطة تحول في تاريخ الفكر البشري، فقد غير وجهة نظر الانسان في طبيعة المعرفة وفي طبيعة الوجود وفي الله، مما كان له اثر بعيد جداً في الفلسفة فيما بعد.وإذا كان سقراط يشطر الفلسفة اليونانية الى ما قبله والى ما بعده فإن، كانط يشطر الفلسفة الحديثة الى ما قبله والى ما بعده كذلك فهو بلا شك أعظم فيلسوف في العصر الحديث.