يتناول الكتاب الحديث عن تاريخ سورية العريق وحضارتها المتألقة فيقول: من أرض كنعان العرب, من سورية بدأت حضارة الإنسان, وفيها شعت عراقة التاريخ ومنها تشععت, وترجمت ذاكرة الأجيال جذور الفكر والمعرفة, وفي كل ذرة تراب من أديمها حرف مضيء في سفر الإنسانية الخالد. وسورية من أغنى بلاد الأرض بتنوع الحضارات والآثار والأوابد, وفيها تفجر التا...
قراءة الكل
يتناول الكتاب الحديث عن تاريخ سورية العريق وحضارتها المتألقة فيقول: من أرض كنعان العرب, من سورية بدأت حضارة الإنسان, وفيها شعت عراقة التاريخ ومنها تشععت, وترجمت ذاكرة الأجيال جذور الفكر والمعرفة, وفي كل ذرة تراب من أديمها حرف مضيء في سفر الإنسانية الخالد. وسورية من أغنى بلاد الأرض بتنوع الحضارات والآثار والأوابد, وفيها تفجر التاريخ ينبوع إرث متنوع الثقافات, رقاقة فوق رقاقة, كغلالات يشف, من خلالها ماضٍ سحيقٍ لعشرة آلاف من السنين فيعكس الغابر في الحاضر بنقاء الطهر. ومن أرضها كانت بدايات العطاء. فيها ظهرت بدايات الكتابة, ومنها كانت أول أبجدية كنعانية أوغاريتية في رأس شمرا باللاذقية, وبها ظهر أول نظام سير في العالم, ومنها كان الأنبياء والرسل والأقداس والأطهار والأخيار من بني البشر. وعلى أرضها كانت صراعات الغزاة وحملات الطامعين وصمود الميامين وتعاقب الحضارات وبصماتها الآبدة, وبقيت سورية قلعة للصمود وللتحدي, فتية أبية, عاشت القهر ولم تقهر.