نبذة النيل والفرات:تفخر العمارة العربية بتراثها الأصيل والذي يمتد في عمق الزمن ويعيش الحاضر خالداً متميزاً يشار له بالبنان ويملأ النفوس اعتزازاً رغم كل ما تعرض له هذا التراث من غزو ونكبات، ومما يدعو إلى الفخر ذلك الاهتمام المتصاعد الساعي إلى الربط بين الإرث الإيجابي لأمتنا وعمارتنا المعاصرة، وقد تعالت في العقود الأخيرة من القرن ...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:تفخر العمارة العربية بتراثها الأصيل والذي يمتد في عمق الزمن ويعيش الحاضر خالداً متميزاً يشار له بالبنان ويملأ النفوس اعتزازاً رغم كل ما تعرض له هذا التراث من غزو ونكبات، ومما يدعو إلى الفخر ذلك الاهتمام المتصاعد الساعي إلى الربط بين الإرث الإيجابي لأمتنا وعمارتنا المعاصرة، وقد تعالت في العقود الأخيرة من القرن العشرين أصوات المهتمين بالتراث وغناه وتراثه مما يوجب الحفاظ عليه وأحياؤه ليكون مادة التواصل بين الماضي والحاضر والمستقبلن فتكون العمارة الحاضرة قاعدة صلبية بجذور موروثة لعمارة مستقبلية متميزة.ولكن كيف نحافظ على هذه العمارة الموروثة؟ هل نحافظ عليها بصورتها الفيزياوية القديمة؟عندها نجد أنفسنا قد رفضنا الحاضر وعشنا في الماضي وهل نحافظ على استخدامها القديم أم نهجرها ولا نستخدمها بل نصونها فقط؟ إلا أن هذا قد يعرضها للكثير من الأضرار مما يتسبب فق فقدانها للكثير من قيمتها التراثية مع مرور الزمن، ولكن ماذا لو حافظنا على صورتها الفيزياوية وحورنا في فضاءاتها بما يعيدها للحياة في هذا العصر بوظيفة متواءمة معه؟هنا سنجعل من عمارتنا الموروثة متوائمة مع العصر تنبض بالحياة، خصوصاً وأن الموروث المعماري والعمراني الحضري يتعرض إلى التناقص المستمر بسبب الضغوط العمرانية الناتجة عن التوسع العمراني السريع الذي زحف على الأحياء والأبنية التراثية، ورغن تنامي الوعي التراثي إلا أن هناك عدم وضوح أو فهم لما يجب أن نحافظ عليه، ولماذا محافظ عليه وكيف؟ وهذا يؤكد الراي في أن الدعوة للحفاظ على التراث المعماري والعمراني ليست إبقاء للموروثات جامدة بعيدة عن عصرنا الذي نعيشه بل هي إحياء للتراث بما يجعله متجاوباً مع احتياجات ومتطلبات العصر.ويركز هذا الكتاب على تجارب الحفاظ وإعادة التأهيل دولياً ومحلياً محاولاً من خلالها التعريف بالتراث والموقف منه وأي التراث نحافظ عليه ونعيد تأهيله، ولماذا وكيف؟ بما يجعل عمارتنا بطابع متميز وهوية تاريخية واضحة.