... فإذا بي أسمع حركة أمي في الظلمة الغليظة، وهي تفتح صندوقها الصغير تحت سرير الوالد، تم تزحف نحو رأسه تسمعه همساً يضاهي التضرع. تبينت تدريجياً أنها كانت تقدم له شيئاً من النقود التي جمعتها من عملها في الخياطة من أجل أن يأخذني، في اليوم التالين للسوق ليشتري لي الحذاء المطلوب:" إنه ولدنا الوحيد. نحن تعوّدنا على حالة العوز، لكن لا...
قراءة الكل
... فإذا بي أسمع حركة أمي في الظلمة الغليظة، وهي تفتح صندوقها الصغير تحت سرير الوالد، تم تزحف نحو رأسه تسمعه همساً يضاهي التضرع. تبينت تدريجياً أنها كانت تقدم له شيئاً من النقود التي جمعتها من عملها في الخياطة من أجل أن يأخذني، في اليوم التالين للسوق ليشتري لي الحذاء المطلوب:" إنه ولدنا الوحيد. نحن تعوّدنا على حالة العوز، لكن لا تكسر قلب الولد يا محمّد ".ولكي يكتمل ذلك الموقف محفوراً في الذاكرة، لن يعرف أبي نوماً قبل أن يقترب مني معتقداً أني في النوم، ويلثم وجهي بقبلة حسبت أنها الجنّة.