تقديم لرواية «مراعى القتل» (نقلا عن جريدة العربي):تعد هذه الرواية إحدى أقوى الروايات التى تعرضت لملحمة حرب الاستننزاف بالتفصيل وتضحيات المصريين الهائلة فى سبيل بناء حائط الصواريخ، وقد تنوعت هذه التضحيات بين جبهة القتال على خط النار مع العدو والجبهة الداخلية لشعب تحمل بصبر عبء الحرب، حتى إذا ما انقشع غبار المعركة لم يجد فى يده شي...
قراءة الكل
تقديم لرواية «مراعى القتل» (نقلا عن جريدة العربي):تعد هذه الرواية إحدى أقوى الروايات التى تعرضت لملحمة حرب الاستننزاف بالتفصيل وتضحيات المصريين الهائلة فى سبيل بناء حائط الصواريخ، وقد تنوعت هذه التضحيات بين جبهة القتال على خط النار مع العدو والجبهة الداخلية لشعب تحمل بصبر عبء الحرب، حتى إذا ما انقشع غبار المعركة لم يجد فى يده شيئا، بعد أن تسرب النصر من بين يديه ليسقط فى يد آخرين راكموا الثروات بينما أبطال الحرب يلملمون شتات أنفسهم ويتيهون فى الأرض فى معركة أكثر ضراوة بحثا عن مكان تحت شمس الحياة.«مراعى القتل» تعد عملاً ملحمياً بحق، بذل كاتبها فتحى امبابى جهداً كبيرا فى الاحتفاظ بكل هذه التفاصيل والشخصيات والذكريات وصاغها بشكل محكم وربط بطريقة ذكية بين أحداث جرت فى أزمان مختلفة جمع بينها خيط واحد. ابطال الرواية هم عبدالله عبدالجليل ورفاقه فى الفوج 89 دفاع جوى الذين ربط بينهم القدر سواء فى بقائهم على قيد الحياة بعد ملحمة بناء حائط الصواريخ، أو حتى فى اضطرارهم للسفر الى ليبيا عبر الحدود بعد أن ضاع حلمهم فى نيل جزء من النصر الذى تحقق بالدم.ومن رحلة الهلاك عبر الحدود الى ليبيا تواصلت رحلات الموت للمصريين عبر مسيرة استمرت لأكثر من ثلاثين عاما حتى وصلنا الى مرحلة يبيع المصريون كل ما يمتلكون من أجل فرصة للغرق فى البحر المتوسط سعيا وراء سراب الهجرة الى أوروبا.ظل فتحى امبابى ينتقل بنا من أول الرواية حتى آخرها بين جبهة القتال وقرية «سدود» التى ينتمى إليها البطل وبين رحلة ليبيا دون أن تشعر أننا ننتقل بين مسافات بعيدة كان الربط رائعا دون إخلال بسرعة الإيقاع.