نبذة النيل والفرات:يختص هذا البحث بموضوع التصوير البياني، والصور البيانية هي التي ترتكز على أساليب البيان، من تشبيه وإستعارة وكناية، وهذه الأساليب الثلاثة تعتقد الأقوى في التصوير من غيرها كالمجاز المرسل الذي يختص بالمفردة اللغوية، أو المجاز العقلي الذي يبني على الإسناد، ويدرس ضمن موضوعات علم المعاني فيما يذهب إليه الخطيب القزوين...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:يختص هذا البحث بموضوع التصوير البياني، والصور البيانية هي التي ترتكز على أساليب البيان، من تشبيه وإستعارة وكناية، وهذه الأساليب الثلاثة تعتقد الأقوى في التصوير من غيرها كالمجاز المرسل الذي يختص بالمفردة اللغوية، أو المجاز العقلي الذي يبني على الإسناد، ويدرس ضمن موضوعات علم المعاني فيما يذهب إليه الخطيب القزويني، فالمجاز المرسل والمجاز العقلي أقل إيحاء في التصوير من تلك الأساليب الرئيسية المعتمدة، فهما يؤثران أكثر في البناء اللغوي للنصوص، ويخضعان لنظرية البنائية في النص الأدبي وينتظمان فيما تعنيه نظرية " النظم " التي دعا إليها عبد القاهر الجرجاني. وطبيعة هذا البحث تنتظم في أربعة فصول يتقدمها تمهيد، تناولت مفهوم الصورة ووظيفتها ومهمة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم البيانية. أما الفصل الأول فدرس الحديث النبوي الشريف في الدراسات البيانية وهو دراسة تاريخية، أشرت فيه إلى الذين درسوا الحديث النبوي الشريف من القدامى والمحدثين من البلاغيين وأصحاب الدراسات البلاغية واللغويين، ومن درسوا كتب غريب الحديث وشروحه وكتب الأمثال. وفي هذا الفصل سلط الضوء على مدى إعتماد الحديث النبوي الشريف في الدراسات البيانية، وحاول الرد على من يتردد في إعتماده أساساً في الدراسات العلمية. وأما الفصل الثاني فدرس الصورة التشبيهية في الحديث النبوي الشريف، وتناول دور التشبيه في التصوير البياني والتشبيه في كلام رسول الرسول صلى الله عليه وسلم، مقسماً إلى التشبيه البسيط والتشبيه المركب ودرس في التشبيه البسيط تشبيه الأفراد وتشبيه الجمع، ودرس في تشبيه الأفراد ما يدل فيه على التفاعل والإتحاد، كالتشبيه البليغ والتشبيه بالأداة ( كأن ) ومن ثم ما يدل على المقارنة والموازنة، كالتشبيه بالكاف وبمثل، وبصيغة أفعل التفضيل المقرونة بـ ( من )، فضلاً عن ذلك التشبيه الضمني والتشبيه المقلوب، ثم درست الصور أاخرى من التشبيه المتعدد كالمفروق والملفوف وتشبيه التسوية بحسب وفرتها. أما الفصل الثالث فقد تناول الصورة الإستعارية في الحديث النبوي الشريف، وعرض في دور الإستعارة في التصوير البياني، وأصول التشبيه الإستعاري الذي لها وثيق الصلة بمصادر الصورة، ومن ثم أشار إلى تقسيمات الإستعارة مضمناً تقسيمها بالنسبة إلى الطرفين، فضلاً عن ذلك درس الإستعارة التصريحية والإستعارة المكنية، وفضل الترشيح والتجريد في التصوير البياني الإستعاري، ومن ثم تناول الإستعارة التمثيلية التي تعد من المجاز المركب. أما الفصل الرابع فقد خصص للصورة الكنائية في الحديث النبوي الشريف تناولت فيه: دور الكناية في التصوير البياني، ثم درس أقسام الكناية في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم من كناية عن صفة، أو موصوف، أو نسبة، مشيراً إلى التعريض الذي يفهم فيه المعنى من السياق والقرائن من غير أن يقصد إستعمال اللفظ فيه أصلاً.