يتناول هذا البحث دراسة أثر وجود البريطانيين في عدن على سياستهم في منطقة البحر الأحمر، وفي الفترة الممتدة بين عامي 1839 و1918 أي منذ احتلالهم لعدن حتى نهاية الحرب العالمية الأولى. وترجع أهمية هذه الدراسة إلى ما تلقيه من ضوء على التوسع الاستعماري البريطاني في منطقة البحر الأحمر انطلاقاً من عدن، وعلى الدور الذي لعبته شركة الهند الش...
قراءة الكل
يتناول هذا البحث دراسة أثر وجود البريطانيين في عدن على سياستهم في منطقة البحر الأحمر، وفي الفترة الممتدة بين عامي 1839 و1918 أي منذ احتلالهم لعدن حتى نهاية الحرب العالمية الأولى. وترجع أهمية هذه الدراسة إلى ما تلقيه من ضوء على التوسع الاستعماري البريطاني في منطقة البحر الأحمر انطلاقاً من عدن، وعلى الدور الذي لعبته شركة الهند الشرقية البريطانية وذلك بالتعاون مع وزارة الخارجية البريطانية في هذا المجال.وتعتبر هذه الدراسة حلقة من حلقات التاريخ اليمني والعربي الحديث والمعاصر، كما إنها تمثل حلقة من حلقات تاريخ منطقة البحر الأحمر بجانبيها الآسيوي والأفريقي، فضلاً عن كونها حلقة من حلقات دراسة النشاط الاستعماري الأوروبي بوجه عام، والبريطاني بوجه خاص، في المنطقة المذكورة، ورغم إن موضوع البحث يعتبر من الموضوعات التي تتصف بأنها موضوعات سياسية، غير أنه في نفس الوقت من الموضوعات التي لا يمكن معالجتها دون اللجوء إلى النواحي الاجتماعية والاقتصادية والإستراتيجية، التي تساعد على تفسير هذه الأحداث السياسية، أو بالأحرى التي ترتبط ارتباط وثيقاً بها، وقد تكون معها وحدة متكاملة.ونظراً لطول الفترة التي يتناولها موضوع البحث من الناحية الزمنية، فضلاً عن تشعبه واتصاله بجميع شعوب وأقطار حوض البحر الأحمر العربية والأفريقية، وبالقوى الأجنبية المختلفة التي دخلت مع هذه الشعوب وتلك الأقطار في علاقات متشابكة ومتنوعة، فقد اقتضى الأمر من المؤلف أن يفكر في اختيار أفضل منهج يتفق ومعالجة مثل هذا الموضوع؛ ومعالجة علمية صحيحة. وقد رأى أن يقسمه إلى مراحل زمنية قصيرة نسبياً، تتضمن كل منها فترة محدودة، وموضوعاً فرعياً فرعياً قائماً بذاته.ولهذا لم تكن هذه المراحل متساوية من الناحية الزمنية، كما لم تكن متساوية أيضاً من الناحية الموضوعية، إذ إن هذه المراحل الزمنية وتلك الموضوعات الفرعية، التي يشكل منها قوام البحث وهيكله والإطار العام له، يرتبط ارتباطاً وثيقاً بطبيعة التطورات، الفترات التي استغرقتها، للانتقال من مرحلة إلى أخرى ترجع أهمية هذا التقسيم إلى إنه أتاح الفرصة لتعميق دراسة كل مرحلة على حدة، مع توضيح جميع نواحيها المختلفة.