ينتزعنا الشطرنج، أثناء ممارسته، من أرضنا الإنسانية ويحتجزنا في عالم محصور داخل أربعة وستين مربعاً. وما ان ننسجم في اللعب حتى يصبح زمان "الدست" عمرنا الحقيقي. وظاهرة الاستغراق هذه قديمة قدم الشطرنج نفسه. فقد روي أن أحد المغرمين بهذه اللعبة "كان إذا لعب بها بكر على الأرض، واتكأ على ذراعيه كالنائم، فيجيء أحدهم من ورئه فيعبّي على ظه...
قراءة الكل
ينتزعنا الشطرنج، أثناء ممارسته، من أرضنا الإنسانية ويحتجزنا في عالم محصور داخل أربعة وستين مربعاً. وما ان ننسجم في اللعب حتى يصبح زمان "الدست" عمرنا الحقيقي. وظاهرة الاستغراق هذه قديمة قدم الشطرنج نفسه. فقد روي أن أحد المغرمين بهذه اللعبة "كان إذا لعب بها بكر على الأرض، واتكأ على ذراعيه كالنائم، فيجيء أحدهم من ورئه فيعبّي على ظهره عدة مخاد، فلا يشعر بها. فإذا انقضى الدست أحس بذلك، فنحاها عن ظهره وشتمهم".هناك حوافز عديدة تدفعا تدفعا الى ممارسة لعبة الشطرنج، منها ما هو غامض وسحري ومنها ما هو منطقي وفلسفي ومنها ما هو ملتصق بصميم الحياة، وأعجب ما فيها هو أنه "لو لم يكن فيها شيء من المعوز في غيرها إلا أن أهل الأرض يلعبون بها منذ ألوف السنين، ما وقع فيها دست معاد قط من أوله الى آخره لكفى".