على رتاج الروح

تتخذ الشاعرة "عنقاء الروح" من اسمها ومن موضوعة الروح بنية أساسية لتشكيل خطابها الشعري الإبداعي؛ والذي يحتشد عبر طبقات سيمائية؛ تخضع كلياً للإحساس الباطني والشعور الممتزج بالواقع والخيال معاً. ففي المقدمة التي تفتتح بها الشاعرة مجموعتها الشعرية "على رتاج الروح" يتحول العالم كله إلى قصيدة حبّ خالدة تسكب فيها الأنا/ الشاعرة أفكارها: "أيها الحب الخالد رغم القيود.. رغم انقسام القلوب.. رغم الحدود.. لقد رأيتُ الضياء يتنزه في مداك.. والأمواج ترحل في هواك.. رأيتُ طفلاً رغم العذاب يبتسم.. وأحلاماً رغم الدخان بأنفاسك ترتسم.. إمكث بيننا يا بهي فإننا متعبون.. حررنا فإنا مهزومون.. فأنت وحدك سيفنا.. أنت الحق في هذا الجحيم.. على رتاج الروح أسدن ليسيل حبري نداء للصدق الراحل في النسيان.. - خالص الود – عنقاء الروح". هكذا تعلن الشاعرة عن نفسها وتصرح بالضمير الأنوي عن ضجيج الروح داخل الجسد عبر منظومة من الأداءات التعبيرية الحسية، والتراكيب اللغوية، والإشارات المتقاربة في أنسجتها البنائية وشعريتها التي على ما يبدو تتجه بقيماتها الدلالية – في النص- إلى معاني الحبّ وارتباطها بالروح/ الشاعرة، بشكل كلي ساحرٍ وعميق. في "تحية للجراح" تقول: تحيةٌ للجراح/ توقظ عدم هذه الروح/ وتعزف الإنسان فيها/ غصات ناي.. صدى للأنين/ تحية للجراح/ تتوغل بنا إلى عمق الظلام/ فنَحنَ للأبيض/ لنداء البهاء/ ورحيق السنين...". إن طبقة ثخينة من الألم وقامة من الأنين تعلو من بنى هذه العلائق اللغوية التي تبدعها الشاعرة وتفصحها شعرية القصيدة عبر علاقة الذات بالآخر، الذات التي تظلّ تحلم بالوجود الكلي للحياة وبالحبّ أيضاً.تضم المجموعة (77) قصيدة نثرية جاءت تحت العناوين الآتية: "من أنا؟"، "سلام"، "كن الهاوية"، "وتر"، "قيس وليلى"، "تحية للجراح"، "يداك ترنيمة"، "هو الحب"، "قلت سأكتب"، "متعبون بأنفاسنا"، "من منا يختار حبيبه"، "ما بيننا هاوية"، "زرقاء اليمامة"، (...) وقصائد أخرى.