نبذة النيل والفرات:تعود أهمية دراسة تاريخ أوربا الحديث والمعاصر لاعتبار هذه المرحلة محورا من المحاور الرئيسة في تاريخ العالم. وقد توقف الكثير من الدراسات السابقة عند الحرب العالمية الثانية، وإن جاءت بعد ذلك الدراسات الاستراتيجية ترسل أضواء حول المرحلة المعاصرة. والمؤلف في كتابه هذا بدأ دراساته في تاريخ أوربا الحديث والمعاصر من م...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:تعود أهمية دراسة تاريخ أوربا الحديث والمعاصر لاعتبار هذه المرحلة محورا من المحاور الرئيسة في تاريخ العالم. وقد توقف الكثير من الدراسات السابقة عند الحرب العالمية الثانية، وإن جاءت بعد ذلك الدراسات الاستراتيجية ترسل أضواء حول المرحلة المعاصرة. والمؤلف في كتابه هذا بدأ دراساته في تاريخ أوربا الحديث والمعاصر من مؤتمر فيينا باعتباره مفصلاً مهماً في تاريخ أوربا السياسي وما تبعه من انتصار الرجعية على الثورات التقدمية، والسياسة التي اتبعت بعد ذلك من عقد مؤتمرات للمحافظة على توازن القوى الأوربي. ومع ظهور العديد من الأزمات الأوربية، إلا أن تحقيق الوحدة الإيطالية وبعدها الألمانية جعل سياسة الدول الأوربية تنحو ناحية التحالفات وخاصة بعد أن ترك سمارك الميدان السياسي، الأمر الذي دفع العالم سريعاً نحو الحرب العالمية الأولى وما ترتب عليها من نتائج أهمها قيام عصبة الأمم التي لم تستطع منع تفاقم الأزمة الاقتصادية والمساعدة على قيام الأنظمة التوتاليتارية التي كان الاتحاد السوفييتي وقد بدأها خلال الحرب العالمية الأولى وتلته السياسات الفاشية في إيطاليا والنازية في ألمانيا. وإذا كان النظامات الفاشيات يتمتعان بتأييد شعبيها، فإن الدول التقليدية الأوربية كانت تنظر لما يجري في الاتحاد السوفييتي وإيطاليا وألمانيا، وبالتالي استطاع هتلر أن يتوسع بألمانيا النازية وأن يدفع أوربا لنخوض غمار حرب لم تلبث أن اتخذت صعتها العالمية ومع ذلك فإنه بالإمكان القول بأن العالم بشكل عالم كان يمد دائماً بفترة سلام بعد الحرب، فإن عالمنا بعد الحرب العالمية الثانية لم يشهد هذه الفترة، فقد انتقل من الحرب الساخنة مباشرة إلى الحرب الباردة. وكانت فترة صراع الجبارين التي طالت زمنياً من قبل نهاية الحرب العالمية الثانية حتى انهيار الاتحاد السوفييتي، وهي فترة عاشها العالم ممسكاً قلبه بيديه، متوتراً، مترقباً وماراً نووياً في أية لحظة. ولم ينته الأمر عند هذا الحد فقد انتقل الصراع من الميدان العسكري إلى الميدان الاقتصادي، وبدأت الموارد الاقتصادية تلعب دورها في تسيير السياسة العالمية لدرجة أن النظام الذي يعيشه عالمنا اليوم والموصوف بالنظام الواحد غير مرتكز على أسس ثابتة بل أن التكتلات التي نلحظها بقيام أوربا الموحدة أو مجموعة دول الشرق الأقصى تجعل ساسة العالم يتساءلون ويستشعرون المستقبل بقلق. وحيث أن دراسة تاريخ أوربا المعاصرة وخاصة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي ما زالت تنقصها الكثير من الوثائق، فقد رأى المؤلف أن تتوقف دراسة في كتابه هذا عند مرحلة الحرب الباردة، ليركز على مشكلة من المشكلات الناجمة عن هذه الحرب، وهي المشكلة القبرصية.