هذا الكتاب يبحث في سيرة رفاعة الطحطاوي وعلي الجارم ومصطفى الرافعي وشكيب أرسلان، هؤلاء العباقرة الذين كان لهم اليد الطولى في إحياء بناء مجد الكلمة وترسيخ قواعد اللغة؛ هؤلاء المبدعون الذين جمعوا في كتاباتها بين أدب اللفظ وأدب المعنى، لذا جاءت إبداعاتهم مكتملة بكل أسبابها، ومن التنقل في حدائق أفكارهم نجد أنهم في كل ما كتبوه كانوا ي...
قراءة الكل
هذا الكتاب يبحث في سيرة رفاعة الطحطاوي وعلي الجارم ومصطفى الرافعي وشكيب أرسلان، هؤلاء العباقرة الذين كان لهم اليد الطولى في إحياء بناء مجد الكلمة وترسيخ قواعد اللغة؛ هؤلاء المبدعون الذين جمعوا في كتاباتها بين أدب اللفظ وأدب المعنى، لذا جاءت إبداعاتهم مكتملة بكل أسبابها، ومن التنقل في حدائق أفكارهم نجد أنهم في كل ما كتبوه كانوا يشعون أنواعاً مختلفة من الإشعاع، كل نوع يخالف الآخر قد تحسن التعبير عنه وقد لا تحسن، فهم يشعون عليك في بعض كتاباتهم سروراً وفي كتابات أخرى يشعون عليك حزناً ورقةً وحناناً، وفي حين ثالث يشعون عليك هيبة وجلالاً ووقاراً وفي جميع الأحوال كلهم يشعون نوراً يضيء العالم؛ هذا هو السر في عظمة هؤلاء الذين ملؤا أعمالهم أثراً وقوة كان كل منهم رجلاً عظيماً، وكاتباً كبيراً، ومؤلفاً قديراً، أخرج ما أنتجه كتلة من الأشعة، فإذا قرأت في كتبهم وجدتهم يشعون عليك معاني مختلفة منها الهادي الرزين ومنها القوي المتين ومنها المضحك والمبكي إلى غير ذلك من مختلف المشاعر والأحاسيس. كانوا جميعهم أعلام عصرهم ورسل نهضته، حملوا رسالة إصلاح، وعقيدة فطرية قوامها الإيمان والعصبية ورسالة روحية بلاغها الجهاد والتضحية.